دبي، الإمارات العربية السعودية (CNN) -- وجه مئات من الناشطين السعوديين رسالة إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تحت عنوان "نحو دولة الحقوق والمؤسسات" دعوه فيها إلى إصلاحات سياسية وانتخابات حرة وإطلاق سجناء الرأي، محذرين من أن الدول العربية التي لن تسلك هذا الطريق "مرشحة لعواقب وخيمة واختلال أمني،" بينما وجهه مجموعات على صلة بتنظيم القاعدة بياناً دعت فيه رجال الدين السعوديين لرفض النظام الحالي، كما باركوا إنهاء النظامين التونسي والمصري.
وتوجهت الرسالة التي عرض القائمون عليها موقعاً إلكترونياً خاصاً للراغبين في التوقيع عليها إلى العاهل السعودي بالتهنئة بسلامة صحته، متمنين له التوفيق في "تحقيق ما وعدتم به من الإصلاح والعدل ورفع الظلم واجتثاث الفساد."
ثم جاء فيها: "خادمَ الحرمين الشريفين: إنّ الثورات التي بدأها الشباب وانضم لهم الشعب بكل فئاته ومكوناته في كلٍ من تونس ومصر وليبيا وغيرها لتؤذن بأنّ القائمين على الأمر في البلاد العربية مالم يستمعوا لصوت الشباب وتطلعاتهم وطموحاتهم ويصغوا لمطالب شعوبهم في الإصلاح والتنمية والحرية والكرامة ورفع الظلم ومقاومة الفساد فإنّ الأمور مرشحة لأن تؤول إلى عواقب وخيمة وفوضى عارمة تسفك فيها الدماء وتنتهك فيه الحرمات ويختل فيها الأمن."
وقدمت الرسالة ثمانية مطالب، بينها أن يكون مجلس الشورى منتخباً بكامل أعضائه، وأن تكون له الصلاحية الكاملة في سنّ الأنظمة والرقابة، وفصل رئاسة الوزراء عن الملك والعمل على إصلاح القضاء وتطويره ومنحه الاستقلالية التامة، ومحاربةُ الفساد المالي والإداري بكل صرامة و منع استغلال النفوذ.
وذلك إلى جانب الإسراع بحلّ مشكلات الشباب ووضع الحلول الجذرية للقضاء على البطالة وتوفير المساكن وتشجيع إنشاء مؤسسات المجتمع المدني والنقابات وإطلاق حرية التعبير المسؤولة وفتح باب المشاركة العامة وإبداء الرأي، وتعديل أنظمة المطبوعات ولوائح النشر. المبادرة إلى الإفراج عن مساجين الرأي.
وختم الموقعون خطابهم بـ"نؤكد تمسكنا بوحدة هذا الوطن والحفاظ على كيانه والحرص على أمنه ومنجزاته ونبذ العنف والإخلال بالأمن والالتزام بصور التعبير السلمي."
وحتى مساء الجمعة، بلغ عدد الموقعين على الخطاب 1069 شخصاً، بينهم أساتذة جامعات ورجال دين ورجال أعمال وكتاب.
من جانبه، أصدر "حزب الأمة" الذي جرى تشكيله قبل فترة في السعودية، وقامت أجهزة الأمن باعتقال قياداته بعد تقدمها بطلب رسمي للترخيص، بياناً اعتبر فيه أن الوعود التي تم إطلاقها مع عودة الملك عبدالله، والتي شملت حزمة كبيرة من المساعدات الاقتصادية والمالية "تدل على أن من أطلقوها لم يفهموا الدرس بعد!"
وقال بيان للحزب: "إن مشكلة الشعب السعودي ليست أزماته الاقتصادية فقط، وليس المدينين والمعسرين فقط، وليس أزمة الإسكان فقط، ولا الوظائف والبطالة فقط، ولا العبث بالمال العام فقط، بل أزمته أنه لا توجد حكومة ولا مؤسسات ولا نظام، إنها أزمة تهميش المواطن السعودي والشعب السعودي كله، والتصرف في شؤونه بلا حسيب."
وأضاف بيان الحزب: "الشعب السعودي يريد كرامته وحريته وإنسانيته، إنه يريد أن يكون كباقي شعوب العالم الإسلامي، يعبر عن آرائه، في كل حدث تعيشه الأمة، وتنتظر منه الأمة أن يقف معها، لا أن تكمم الأفواه، ويعتقل كل صاحب رأي حر، ويسجن بلا محاكمة ولا تهمة؟"
وكتائب عبدالله عزام تهدد
من جانبها، أصدرت كتائب عبدالله عزام، المقربة من تنظيم القاعدة، بياناً نشرته مواقع دأبت على نشر بيانات التنظيمات المتشددة ولم تتمكن CNN من تأكيد صحته، هاجمت فيه النظام السعودي ودعت إلى إسقاطه على غرار ما جرى في تونس ومصر.
وجاء في بيان كتائب عبدالله عزام، التي سبق لها أن تبنت مجموعة من العمليات المختلفة في دول الخليج والمشرق، إن إنه تأييد رجال الدين في الجزيرة العربية لخلع الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، ونظيره المصري، حسني مبارك، لا يكفي، بل يجب أن يترافق مع عدم السكوت على ما وصفه البيان بـ"الطائفة المجرمة المتسلطة على جزيرة العرب."
واعتبر البيان أن النظام السعودي "لا يقل جرمًا عن بقية الأنظمة العربية العميلة، بل هو رأسها في العمالة،" عبر تقديم القواعد العسكرية للقوات الأمريكية والغربية التي تقاتل في العراق وأفغانستان، وفتح المجال الجوي للمقاتلات الأمريكية وتوفير البترول للغرب و"التدخل السافر في ساحات الجهاد وإنشاء الشبكات التجسسية."
وتابع البيان: "وإذا كان بن علي ومبارك علمانيين يحاربان الدين، فماذا يقال في نظام آل سعود، الذي يسعى حثيثًا - وسعيه إلى ضلال- في تغريب الجزيرة العربية ونشر الفساد؟" كما هاجم البيان عدداً من الجامعات السعودية ووسائل الإعلام المحسوبة على الرياض.
وتابع البيان بالقول إن هناك الكثير من الفساد المالي والإداري في السعودية، ما تسبب بنشر الفقر بين السكان، واعتبر أن ما ينفقه أفراد العائلة المالكة في رحلة واحدة إلى المغرب "يكفي لتوظيف آلاف الشباب العاطلين، والإنفاق على آلاف الأسر المحتاجة، والقيام بالكثير من المشاريع والإصلاحات."
وختمت كتائب عبدالله عزام بيانها بالقول: "وليعلم نظام آل سعود أن حربنا معه قائمة.. وأن رؤوس هذا النظام ومتنفذيه هم أهداف مشروعة للمجاهدين، فجهادهم بالسيف واللسان من أولى واجبات الوقت، ومن أعظم فرائض العصر، فلينتظروا بأسنا."
وكانت دعوات قد وجهت على صفحات موقع "فيسبوك" تدعو إلى "يوم غضب" في المملكة العربية السعودية الشهر المقبل للمطالبة بحاكم منتخب وحريات أكبر، وحددت المجموعات الحادي عشر من مارس/آذار المقبل موعداً للتحرك.