القدس (CNN) -- عقد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، لقاء هو الأول من نوعه منذ فترة مع قيادات من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في رام الله، لمناقشة مبادرته لزيارة قطاع غزة وإنهاء الانقسام الفلسطيني، وأكد عباس أن السلام مع إسرائيل لن يتحقق دون قيام دولة مستقلة عاصمتها القدس، ودون وضع حد للانقسام الداخلي.
واستعرض عباس، أمام الوفد الذي بقيادة رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك، مبادرته لإنهاء الانقسام، والمتمثلة باستعداده إلى التوجه إلى قطاع غزة فور موافقة حماس على المبادرة، وتشكيل حكومة من شخصيات وطنية مهنية متسقلة، تقوم بالإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، ومجلس وطني فلسطيني.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن عباس قوله: "لا بد من التعامل مع المتغيرات التي تجري في المنطقة، والتصدي بشكل موحد للتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها استمرار العدوان الإسرائيلي، وتهديده بضرب قطاع غزة مجددا."
وأكد عباس على ضرورة التمسك بالتهدئة من أجل "قطع الطريق أمام إسرائيل للاستمرار في تهديداتها، ومن أجل مجابهة الأوضاع الصعبة التي تواجه القضية الفلسطينية، خاصة استحقاقات شهر أيلول القادم،" في إشارة إلى الموعد المحدد من قبل السلطة لإجراء انتخابات عامة.
من جانبه، قال دويك في أعقاب اللقاء للصحفيين إن أجواء الاجتماع "كانت إيجابية وصريحة، واستمعنا إلى الرئيس حول مبادرته لإنهاء الانقسام الداخلي، وتحقيق المصالحة الوطنية."
وأعرب دويك عن أمله أن تتم زيارة عباس إلى قطاع غزة في القريب العاجل "من أجل انجاز المصالحة وإنهاء الانقسام بصورة عملية كما نتوقع."
ولكن رئيس كتلة فتح البرلمانية، عزام الأحمد، كان أقل تفاؤلاً، إذ أشار إلى أنه حتى الآن "لا توجد خطوات عملية من قبل حماس باتجاه تنفيذ رغبة الرئيس بالتوجه إلى غزة."
وكان عباس قد تجاوب مع مسيرات شعبية في الأراضي الفلسطينية طالبت بإنهاء الانقسام المستمر منذ سنوات بين الضفة الغربية الخاضعة لسيطرة السلطة، وبين قطاع غزة الذي تمسك بأوضاعه حركة حماس.
وقال عباس في 16 مارس/آذار الماضي أنه على استعداد للذهاب لغزة فورا من أجل إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة من شخصيات وطنية مستقلة للتحضير فورا لانتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني خلال ستة أشهر تحت رعاية الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.
وأعرب عباس في حينه عن استعداده لتأجيل تشكيل حكومة في الضفة الغربية لإعطاء فرصة لتشكيل حكومة وحدة وطنية.