دمشق، سوريا (CNN) -- أعلنت السلطات السورية، الأحد، مقتل عشرة أشخاص من قوات الأمن والمدنيين، إبان اعتداءات نفذتها عناصر مسلحة في مدينة "اللاذقية" خلال اليومين الماضيين، وذلك بعدما اتهمت مواقع للمعارضة السورية الأمن بفتح النار على محتجين في المدينة.
وتأتي هذه الحصيلة في وقت نقلت فيه وسائل إعلام عن ريم حداد المتحدثة باسم وزارة الإعلام السورية قولها إن "قانون الطوارئ في البلاد سيتم رفعه."
ونقلت وكالة الأنباء السورية، سنا، عن مصدر مسؤول لم تسمه، أن الإعتداءات التي شنتها عناصر مسلحة على أهالي وأحياء مدينة اللاذقية أدت كذلك إلى مصرع اثنين من العناصر المسلحة، التي جابت شوارع المدينة واحتلت أسطح بعض الأبنية وأطلقت النار عشوائيا على المواطنين وبثت الذعر بين الأهالي."
وأصيب نحو مئتي شخص، معظمهم من قوى الأمن، حسب الوكالة الرسمية، "في الإعتداءات التي طالت المنشآت والممتلكات العامة والخاصة والمؤسسات الخدمية والمحال التجارية في اللاذقية."
وذكر المصدر للوكالة، أن العناصر المسلحة اقتحمت بعض المنازل وروعت المواطنين في بيوتهم، كما هاجمت أيضا المستشفى الوطني، "وحطمت عددا من سيارات الإسعاف واعتدت على طواقمها الطبية."
ويأتي ذلك إثر اتهام مواقع للمعارضة السورية قوات الأمن بإطلاق النار على محتجين في اللاذقية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وتشكل مدينة اللاذقية أكبر تجمع سكاني على الساحل السوري، حيث تقع في الزاوية الشمالية الغربية من البلاد، وهي تضم خليطاً من المسيحيين والسنّة والعلويين، وتقع بلدة "القرداحة"، مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد، على مقربة منها.
هذا، ولا تزال الأجواء متوترة في مدينة درعا السورية، إذ قال قال شهود عيان من درعا السبت لـCNN بالعربية، إن الوضع تأزم في المدينة مساء، بعد أن توجه محتجون إلى الساحة المقابلة لقصر العدل للاعتصام، إثر تشييع الشابة سبتة الأكراد.
وأضاف الشاهد، الذي طلب عدم كشف اسمه: "فوجئنا بأعداد كبيرة وغير متوقعة من قوات الأمن المركزي التي قامت بإطلاق عدد هائل من قنابل الغاز المسيل للدموع، واضطررنا إلى التفرق في الشوارع المجاورة."
وتابع يقول: "الآن يحاول رجال الدين تهدئة الشباب الذين تجمعوا في المسجد العمري وإقناعهم بعدم العودة إلى تلك المنطقة، ولكنهم (الشباب) مصرون على ذلك، مع خطر وجود قناصة على الأسطح."
وقال شهود عيان في مدينة درعا، إن مسيرات خرجت السبت لتشييع ثلاثة قتلى سقطوا في مواجهات الجمعة بالمدينة، وأضافوا أن الأبرز كان تحول الهتافات في درعا من المطالبة بالحرية إلى الدعوة لـ"إسقاط النظام،" بينما شيعت مدينة الصنمين المجاورة سبعة قتلى وفق شهود، وسط حالة قلق لدى السكان، الذين قالوا إنهم طلبوا من الجيش حمايتهم.
وقال شاهد عيان طلب من CNN بالعربية عدم ذكر اسمه حفاظاً على سلامته: "خرجنا في مسيرة سلمية في درعا بعد تشييع ثلاثة قتلى عقب صلاة الظهر وتوجهنا إلى الساحة التي أزلنا منها بالأمس تمثال (الرئيس السابق) حافظ الأسد، ونحن بانتظار جثمان امرأة قتلت قبل أيام، لكن قوات الأمن لم تفرج عنها إلا اليوم، وسندفنها بعد صلاة العصر."
وأضاف: "الأهم في هذا اليوم أن الهتافات تحولت من 'الله سوريا حرية وبس' إلى 'الشعب يريد تغيير النظام،' أما الشعارات المكتوبة، فمنها 'ظلمتني وظلمت أبي وجدي.. لا لن تظلم ابني،' و'إسلام ومسيحية.. سنية وعلوية.. بدنا نعيش بحرية.'"
ولفت الشاهد إلى أن مسيرات السبت كانت أصغر حجماً من مسيرات الجمعة لأن سكان المدينة يشعرون بالخوف من التعرض لهجوم، قائلاً: "قوات الأمن انسحبت خارج المدينة، وهذا ولدّ لدينا الخوف من تعرضنا للقصف المدفعي، لذلك لم تكن المسيرات حاشدة مثل الأمس، الجيش المنتشر في المنطقة يحاول طمأنتنا بأنها سيحمي الشعب من أجهزة الأمن والحرس الجمهوري، لكن تطميناته خجولة."
وقال شاهد عيان آخر من مدينة الصنمين المجاورة لـCNN بالعربية، إن السكان شيعوا سبع جثث، وهناك ثلاث جثث أخرى في برادات المستشفيات تنتظر الدفن، وبينها جثة تعود لطفل في العاشرة.
وذكر أحد الشهود أن المشيعين كانوا بالآلاف، وأن عائلات القتلى اتجهت إلى إحدى ساحات المدينة لنصب خيام وإقامة اعتصام مفتوح، وأطلقوا على الموقع اسم "ساحة الشهداء."
ونفوا الشهود بشكل قاطع مهاجمة أي مقار عسكرية أو حكومية في المنطقة، وقالوا إن عناصر من أجهزة المخابرات قامت بحرق الإطارات في الشارع ومهاجمة مؤسسات عامة لتشويه صورتهم، علماً أن CNN لم تتمكن بشكل مستقل من تأكيد هذه الروايات المتضاربة.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية قد نقلت عن مصدر مسؤول أن من جرى وصفهم بـ"مجموعة مسلحة" هاجموا أحد مقرات الجيش الشعبي في الصنمين محاولة اقتحامه "فتصدى لها حراس المقر وأسفر الاشتباك عن مقتل عدد من المهاجمين."
يشار إلى أن سوريا شهدت يوماً دامياً الجمعة، مع انتشار الاحتجاجات في عدة مدن بعد الصلاة، وقد أطلقت الشرطة النار على المتظاهرين لتفريقهم بالقوة، وأدى ذلك لسقوط قتلى في حمص ودرعا واللاذقية والصنمين، وفقاً لتقارير.