مسقط، سلطنة عُمان (CNN)-- أقال السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان السبت، أهم وزيرين في حكومته، وهما الفريق أول علي بن ماجد المعمري، وزير المكتب السلطاني، والذي يُعد أكبر جهاز امني في سلطنة عُمان، وعلي بن حمود البوسعيدي، وزير ديوان البلاط السلطاني.
تأتي هذه الخطوة في أعقاب موجة الاحتجاجات التي شهدتها سلطنة عُمان الأسبوع الماضي، والتي بدأت تأخذ منعطفا مهماً، مع انتشارها في مختلف المدن العُمانية.
وقابل المعتصمون الخبر بفرح كبير، فيما تعالت الصيحات أمام مبنى مجلس الشورى، حيث يعتصم المئات منذ أسبوع، وكتب سليمان العبري في منتدى عماني "السلطان قابوس يبدأ حملة التظهير من الفساد."
ويطالب المعتصمون والمحتجون بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، ورفع مثقفون وكتاب عمانيون اعتصموا أمام مجلس الشورى في العاصمة مسقط، لافتات طالبوا فيها صراحة "بإقالة علي بن ماجد."
إلا أن إقالة وزير ديوان البلاط السلطاني، على بن حمود البوسعيدي، كان مفاجئاً، فهو كان مندوب السلطان للتحاور مع المعتصمين في مدينة صحار، التي انطلقت فيها الشرارة الأولى للاحتجاجات العمانية.
وكان السلطان قابوس قد بدأ في حزمة من الإصلاحات الأسبوع الماضي، حينما أمر بتوفير خمسين ألف فرصة عمل بشكل فوري، إضافة إلى إعطاء الباحثين عن حمل معونة شهرية قدرها 150 ريالاً عمانياً، حوالي 380 دولار.
كما أعطى السلطان قابوس صلاحيات جيدة لمجلس الشورى، يستطيع بموجبها محاسبة أعضاء الحكومة، والإشراف على المشاريع، إضافة إلى صلاحيات أكبر لجهاز الرقابة المالية.
ولم يكن العمانيون يتوقعون إقالة الفريق أول علي بن ماجد المعمري نظراً للمكانة الكبيرة التي يحظى بها لدى السلطان قابوس، حيث كان قريبا منه منذ بدايات النهضة العمانية في سبعينات القرن الماضي.
وكان الفريق أول علي بن ماجد المعمري مرافقاً عسكرياً للسلطان قابوس في أواخر سبعينات القرن الماضي، قبل أن يعين وزير لمكتب القصر ورئيساً لمكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة، المكتب الذي حول بعد ذلك إلى المكتب السلطاني.
وفي الوقت الذي كان فيه المعتصمون يتفقون على إقالة الفريق أول علي بن ماجد، كان هناك قلة يطالبون بإقالة وزير الديوان علي بن حمود البوسعيدي.
وكانت الاحتجاجات قد اندلعت في ولاية صحار السبت، وجوبهت بقوة، من قبل قوات الأمن في البداية، مما أدى إلى سقوط قتيل وجرح قرابة عشرة أشخاص.