دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لقي خمسة فلسطينيين مصرعهم الجمعة وأصيب آخرون بجروح بقصف جوي إسرائيلي ما يرفع عدد القتلى الفلسطينيين خلال أربع وعشرين ساعة إلى 10، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى نحو 40، وفقاً لمصادر فلسطينية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" "استشهد، اليوم الجمعة، خمسة مواطنين في مناطق مختلفة من قطاع غزة، بينهم أم وأبنتها، في عدوان إسرائيلي متواصل منذ أمس على القطاع."
وأضافت: "وجراء هذا العدوان ارتفعت حصيلة الشهداء في القطاع، إلى 10 شهداء، وإصابة أكثر من 40 مواطنا بينهم أطفال ونساء."
وفي وقت سابق، أطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار صاروخاً باتجاه مجموعة مواطنين، على مدخل بلدة خزاعة شرق خان يونس، ما أدى إلى مقتل شخصين هما عبد الله القرا، ومعتز أبو جامع من بلدة خزاعة، وفقاً لـ"وفا."
وقال حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن القتيلين هما "مقاومان من من كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في قصف صهيوني في منطقة خزاعة شرق مدينة خانيونس"، بحسب ما نقله موقع الرسالة نت المقرب من حركة حماس.
ونقل الموقع عن مصادر طبية "أن طائرة استطلاع صهيونية قصفت بصاروخ واحد على الأقل مجموعة من المواطنين ما أدى لارتقاء اثنين من الشهداء، وهما من الجناح العسكري لحماس. وقالت كتائب القسام :"أن الشهيدين من بلدة بني سهيلا، وهما في العشرينات من العمر."
وكانت "وفا" قد ذكرت أن القوات الإسرائيلية صعدت الخميس مما وصفته بـ"عدوانها على قطاع غزة والضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين وإصابة 33 آخرين في غزة، من بينهم أطفال ونساء، وتدمير مساكن وممتلكات في الضفة الغربية."
ودان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، "بشدة التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة"، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل فورا لوقف هذا العدوان.
أما الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، فقال في تصريح لوكالة 'وفا': "إن التصعيد على قطاع غزة مدان ومرفوض، مؤكدا أن الرئيس أبو مازن أجرى سلسة اتصالات سريعة مع عدة دول أوروبية وجهات دولية لوقف هذا التصعيد، مشددا على ضرورة وقفه فورا."
وكانت حماس قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف حافلة مدرسية جنوبي إسرائيل الخميس، أسفر عن سقوط جريحين.
وقالت "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري للحركة التي تسيطر على قطاع غزة، في بيان مساء الخميس، إن الهجوم جاء "كرد أولي على جرائم الاحتلال، التي كان آخرها استهداف القادة القساميين، إسماعيل وعبد الله لبد، ومحمد الداية."
كما ذكر المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من حماس، أن "فصائل المقاومة الفلسطينية قصفت مساء اليوم (الأربعاء) عدداً من المواقع الصهيونية المجاورة لقطاع غزة بالقذائف الصاروخية، رداً على العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع."
وفي أعقاب الهجوم الصاروخي، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، تعليماته إلى قيادة الجيش بـ"الرد بسرعة وإصرار على إصابة الحافلة"، مؤكداً أن إسرائيل تعتبر قيادة حماس في قطاع غزة "مسؤولة عن نتائج هذا الاعتداء."
وأسفر القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي، الذي طال عدة مواقع مختلفة من قطاع غزة، عن سقوط خمسة قتلى على الأقل، وجرح ما يزيد على 39 آخرين، بحسب ما أكدت مصادر أمنية وطبية في القطاع الفلسطيني، الذي تفرض السلطات الإسرائيلية حصاراً شاملاً عليه منذ ما يقرب من خمس سنوات.
وكانت الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي، أفيتال ليبوفيتش، قد ذكرت في وقت سابق الخميس، أن التحقيقات مستمرة لمعرفة ما إذا كان الصاروخ، الذي أُطلق من قطاع غزة، كان يستهدف الحافلة المدنية بشكل مباشر، أم أنها أصيبت بشكل عرضي، ولكنها قالت إن الإصابة كانت "مباشرة."
وبحسب المتحدثة الإسرائيلية، فقد أسفر الصاروخ عن سقوط جريحين، أحدهما فتى يبلغ من العمر 13 عاماً، وصفت إصابته بـ"الخطيرة"، بالإضافة إلى سائق الحافلة، الذي أُصيب بجروح متوسطة.
وذكرت ليبوفيتش أن المنطقة التي وقع فيها الحادث تعرضت الخميس لسلسة عمليات قصف، أدت إلى سقوط 14 قذيفة هاون من الجانب الفلسطيني، وقالت: "ما يجري جزء من عمل إرهابي مستمر ضد المدنيين الإسرائيليين."
كما أشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن الجيش يشعر بالقلق حيال هذه التطورات، لأن الفصائل الموجودة في قطاع غزة سبق لها إطلاق صواريخ مضادة للدروع باتجاه إسرائيل، ولكنها كانت دائماً تستهدف آليات للجيش، ما يجعل حادثة الخميس هي الأولى من نوعها ضد هدف مدني.
وقد نقل الجريحان على متن مروحية عسكرية إلى مستشفى "سوروكا" للمعالجة، وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يزور برلين حاليا، بأن إسرائيل "لن تحتمل الاعتداءات التي ترتكبها حركة حماس انطلاقاً من قطاع غزة، وأنها ستعمل بناء على السياسة التي تتبعها في مثل هذه الحالات."
يُشار إلى أن الجيش الإسرائيلي سبق أن أعلن أن الأسابيع الماضية شهدت ضربات مكثفة من قطاع غزة، إذ سُجل في مارس/ آذار الماضي سقوط 128 صاروخاً وقذيفة، مقابل 61 في فبراير/ شباط، و83 في يناير/ كانون الثاني السابقين.