CNN CNN

الجيش السوداني يسيطر على أبيي بعد هجوم جنوبي

الأحد، 22 أيار/مايو 2011، آخر تحديث 13:15 (GMT+0400)
البشير حل المجلس الحاكم لمنطقة أبيي
البشير حل المجلس الحاكم لمنطقة أبيي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلن التلفزيون السوداني الرسمي مساء السبت، أن الجيش سيطر على منطقة "أبيي"، المتنازع عليها مع حكومة جنوب السودان، بعد معارك عنيفة مع قوات الجيش الشعبي، والذي تتهمه الخرطوم بنصب كمين للقوات الشمالية، أواخر الأسبوع الماضي، أسفر عن مقتل 20 جندياً على الأقل.

كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "سونا" بأن الرئيس السوداني، عمر البشير، أصدر مرسوماً جمهورياً بحل مجلس منطقة أبيي، كما أصدر مرسوماً آخر بإعفاء كل من رئيس ونائب رئيس إدارية منطقة أبيي، وكذلك رؤساء الإدارات الخمسة، من مناصبهم، دون أن تفصح عن مزيد من التفاصيل.

وفيما أوردت وكالة الأنباء السودانية أن وزارة الخارجية انتقدت ما وصفته بـ"تلكؤ الأمم المتحدة في توجيه اتهامات وإدانة واضحة، للحركة الشعبية، جراء العدوان الذي شنته على القوات المسلحة"، فقد ذكرت المنظمة الدولية أن "الاعتداء يمثل مخالفة خطيرة للاتفاقات السابقة مع طرفي النزاع في تلك المنطقة."

وقال الناطق باسم الخارجية، خالد موسى، إن "عدم الحياد والوضوح في حالة العدوان البائن، يعطى مزيداً من المبررات للحركة الشعبية لارتكاب خروقات متكررة لاتفاق السلام"، كما ناشد الأمم المتحدة بـ"تسمية الأشياء بمسمياتها"، مشيراً إلى أن "قوات اليونميس كانت ضحية أيضاً لهذا العدوان."

وأضاف موسى أن "السودان أمهل الأطراف الدولية سانحة كافية لاستصدار إدانة للحركة الشعبية، تعترف فيها بالمسئولية السياسية في هذا الحادث، وتقديم المتورطين للعدالة الناجزة، ولكن ظلت الحركة تناور، للتملص من مسئوليتها السياسية جراء هذا الحادث."

وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية إن الخرطوم "تجدد مناشدتها للأمم المتحدة، والأطراف المعنية في المجتمع الدولي، باستصدار إدانة واضحة للحركة الشعبية، واتخاذ إجراءات عاجلة لتحميلها المسئولية السياسية، وخرق اتفاق السلام الشامل."

كما حذر موسى من أن "مجرد الطلب من الحركة الشعبية إبداء توضيحات، دون اتخاذ إجراءات ضدها، يزيد من سلوكها العدائي، ورغبتها المتكررة في خرق اتفاق السلام"، على حد قوله.

من جانبها، أدانت بعثة الأمم المتحدة في السودان "أونميس"، الهجوم الذي قالت إنه استهدف قافلة من سياراتها في منطقة أبيي، وقالت في بيان أصدرته مساء الجمعة، إن "الاعتداء يمثل مخالفة خطيرة للاتفاقات السابقة مع طرفي النزاع في تلك المنطقة."

وأشار البيان إلى أن الهجوم وقع الخميس في منطقة "دوكورا"، وهي منطقة تقع تحت سيطرة شرطة جنوب السودان، على بعد حوالي عشرة أميال من أبيي، وذكر أن القافلة تعرضت لكمين خلال نقلها لقوات من الوحدات المدمجة المشتركة من الجيش السوداني في أبيي، ضمن اتفاقات "كادوقلي"، المتفق عليها من قبل كل الأطراف.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في وقت سابق من مايو/ أيار الجاري، من أن تفجر الأوضاع في منطقة "أبيي" المتنازع عليها، قد يهدد العلاقات بين حكومتي شمال وجنوب السودان، فيما يستعد الجنوب للانفصال النهائي وإعلانه دولة مستقلة في يوليو/ تموز المقبل.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال، والحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب، إلى عدم الإدلاء بأي تصريحات حول ملكية "أبيي"، مشيراً إلى أن مثل هذه التصريحات من شأنها أن تعرض أي حل سلمي للخطر.

وتعتبر منطقة "أبيي"، الغنية بالنفط، نقطة توتر حاد بين نظام الخرطوم وحكومة جنوب السودان، الذي صوت غالبية سكانه في يناير/ كانون الثاني الماضي، للانفصال عن الشمال.