تونس (CNN)-- قال رئيس الوزراء التونسي، الباجي قائد السبسي، لـCNN، إن حكومته المؤقتة انتهت من إعداد مشروع إصلاح اقتصادي، بلغت تكلفته 125 مليار دولار، وأشار إلى التأثير السلبي للأوضاع في ليبيا على الاقتصاد التونسي، وأعرب عن تفاؤله بعد خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما والذي تحدث فيه عن منطقة الشرق الأوسط ودعمه للتجربة الديمقراطية في كل من مصر وتونس.
وقال السبسي إن تنفيذ مشروع الإصلاح الاقتصادي يستغرق خمس سنوات، وسيتم الاعتماد في تغطية تكاليفه بشكل أساسي على موارد تونس الطبيعية والبشرية، إضافة إلى التعاون مع الدول العربية الشقيقة.
كما تحدث السبسي عن قمة دول الثماني التي تُعقد خلال يومي 26 و27 مايو/آيار الجاري، وستكون أول قمة عالمية بعد الثورات الأخيرة أو ما يعرف بـ"الربيع العربي" قائلاً: "مطلوب اليوم من الدول الثماني الكبرى خطط عمل فعلية وليس بيانات أو خطباً تساهم في مساعدة إنجاح عملية الانتقال الديمقراطي في تونس."
وأضاف: "لا يتعدى مبلغ الدعم المطلوب من دول الثماني 25 مليار دولار، ويمكن تقديمه عن طريق تشجيع المؤسسات الصناعية الكبرى في العالم على التعامل مع تونس لتسهيل آلية تطبيق المشروع على أرض الواقع."
وتحدث السبسي عن الانتخابات القادمة في تونس في 24 يوليو/تموز المقبل، لاختيار جمعية تأسيسية تضع دستوراً جديداً بعد الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي قائلاً: "إن هذا التاريخ تم تحديده بعد تشكيل الحكومة الانتقالية منذ عدة أشهر، فنحن بحاجة إلى انتخابات سريعة، لإضفاء شرعية شعبية على النظام الجديد."
وأردف: "تم تعيين لجنة مستقلة بدأت مباشرة أعمالها، للإشراف على عملية الانتخاب والاستعداد لها، والحكومة مستعدة لتقديم الدعم المادي لأعمال اللجنة."
ورأى السبسي في خطاب الرئيس الأمريكي أوباما عن منطقة الشرق الأوسط مبعثاً للتفاؤل، واعتبر الأهم في هذا الخطاب، ليس المساعدات التي أعلن عنها، بل تغير توجهات السياسة الأمريكية الخارجية، وإعلانها العمل على تشجيع جميع مبادرات الديمقراطية لدى الشعوب، إضافة إلى إقلاعها عن دعم الأنظمة السلطوية.
وبالنسبة للإصلاح السياسي في المنطقة العربية، فقد أكد السبسي ضرورة تحقيق معادلة بين الحرية والديمقراطية، وتلبية تطلعات الشعوب الاقتصادية. وأشار إلى أن الشعوب تطالب بالحرية لكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى "المدد" الاقتصادي.
أما عن ليبيا فقد أعرب السبسي عن أسفه للأوضاع هناك قائلاً: "إن الوضع في ليبيا صعب، وكونها دولة مجاورة نتحمل كثيراً من تداعيات الأحداث فيها، فيومياً يصل إلى الأراضي التونسية عدد كبير من اللاجئين الفارين من ليبيا، سواء من الليبيين أو الجنسيات الأخرى التي تعيش هناك."
وأشار إلى العبء المادي الذي تتحمله تونس نتيجة الأوضاع في ليبيا قائلاً:" في بداية الثورة الليبية قدم المجتمع الدولي بعض المساعدات مادية لتونس لدعم اللاجئين الليبيين، لكنها توقفت وأصبحت تونس تتحمل وحدها هذا العبء، ما يمثل ضغوط مضاعفة على اقتصاد تونس في الوقت الحالي."
كما نفى رئيس الوزراء التونسي ما يرتدد من أنباء عن وصول زوجة القذافي وابنته وعدد آخر من المسؤولين الليبيين الكبار إلى الأراضي التونسية مؤخراً.