القدس (CNN)-- حذر المدير العام السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، مائير داغان، من أن أي ضربة وقائية محتملة ضد إيران، ستؤدي إلى حرب إقليمية من شأنها أن تضع إسرائيل أمام تحد "مستحيل"، مؤكداً أن ليس بمقدور الدولة العبرية وقف البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
وأضاف المسؤول الاستخباراتي السابق، في كلمة أمام مؤتمر تل أبيب للقيادة الأربعاء، وتناولتها الصحف الإسرائيلية على نطاق واسع، قائلاً: "ليس لدينا القدرة على إيقاف البرنامج النووي الإيراني، وفي أفضل السيناريوهات يمكننا عرقلته قليلاً."
وتابع داغان أنه "من الأهمية بمكان أن ندرك ماذا يمكن أن يحصل نتيجة الهجوم على إيران، وماذا سيحدث في اليوم التالي، وما هو الوضع الذي ستجد إسرائيل نفسها فيه على الساحة الدولية."
وبين أن توجيه ضربة لإيران يعني نشوب حرب إقليمية، وفي هذه الحالة "تكونوا قد أعطيتم إيران أفضل سبب ممكن لمواصلة برنامجها النووي، لأن الإيرانيين سيقولون لقد تعرضنا لهجوم من قبل دولة أجنبية، يُقال إنها تمتلك قدرات عسكرية نووية، والآن ليس أمامنا خيار سوى الدفاع عن أنفسنا ضد بلد يتمتع بقدرات إستراتيجية، وستكون تلك حجة إلزامية ومبدئية بالنسبة لهم، للمضي قدماً نحو برنامج نووي أضخم."
وقال داغان: "من المهم أن تعلموا أن هذه الحرب لن تكون ضد إيران لوحدها، ستكون حرباً إقليمية، وستشمل سوريا، إذا ما كنا بحاجة لمهاجمة أهداف حزب الله داخل الأراضي السورية، و ستجد إسرائيل نفسها حينئذ أمام تحد مستحيل."
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها مثل هذه العبارات الحادة والفظة عن مائير داغان، الذي أمضى السنوات الثمانية الأخيرة في قيادة جهاز التجسس الإسرائيلي.
وترك داغان منصبه في يناير/ كانون الثاني الماضي، وصدرت عنه تصريحات في الأسابيع الأخيرة تتناقض بشكل كبير مع المواقف السياسية المعلنة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حيال القضايا الحساسة مثل إيران وبرنامجها النووي.
وأعلن نتنياهو، غير ذات مرة، أنه سيبقي على كل الخيارات مفتوحة بما فيها استخدام القوة العسكرية.
والمعروف أن كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة يدعيان بأن إيران تعمل على تطوير أسلحة نووية، وهي مزاعم تنفيها طهران وتصر على أن برنامجها لأغراض مدنية سلمية.
وفي كلمته وضع داغان مقارنة للبيئة الإستراتيجية لإسرائيل عندما وضعت أمام المواجهة في حرب أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، مشيراً إلى أن البلد يضطر للحرب فقط في حال وقع عليه هجوم، أو أن البندقية سلطت على رأسه، أي بمعنى أن الصراع المسلح أصبح حتمياً، والسبيل الوحيد لتخفيض حدة التهديد ما أمكن، هو اللجوء للقوة."
ولكن برأي داغان، يمكن تفادي الصراع، ونصح رئيس الوزراء الإسرائيلي بألا يتخذ قراراً بتوجيه ضربة لإيران.
وخاطب داغان الحضور بقوله: "من المهم النظر بكل الخيارات، وعدم الذهاب مباشرة إلى خيار الحرب"، مبيناً أنه "في هذه اللحظة لا يوجد قرار بمهاجمة إيران، ولا علم لدي بقرار كهذا لا في العام 2011 أو 2012."
وبالإضافة لحديثه عن إيران، أكد داغان أنه من المهم جداً بالنسبة لإسرائيل أن تتقدم بخطة من نوع ما، تضمن إعادة إطلاق مباحثات السلام مع الفلسطينيين، كما اقترح تبني مبادرة السلام العربية، التي تقدمت بها السعودية عام 2002.
وقال: "ليس لدينا طريق لآخر، ليس لأن هذه الأمور من أولوياتي، بل لأنني مهتم ببقاء إسرائيل مطمئنة، وأريد أن أفعل ما بوسعي لضمان وجود إسرائيل.. إذا لم نتقدم بمقترحات ونكون مبادرين، فسنجد أنفسنا محاصرين في الزاوية بنهاية المطاف."
ورفض مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية التعليق على التصريحات التي وردت على لسان داغان خلال المؤتمر.