بغداد، العراق (CNN) -- أعلن الرئيس العراقي، جلال طالباني، أن القيادات السياسية في البلاد ستقرر خلال الأسبوعين المقبلين مصير القوات الأمريكية في العراق، وما إذا كانت ستطلب من واشنطن تمديد وجودها العسكري إلى فترة ما بعد موعد الانسحاب المقرر نهاية العام الجاري.
وقال طالباني، في كلمة نقلها التلفزيون العراقي الأحد، إن السياسيين المحليين "سيستشيرون الأصدقاء والحلفاء والشركاء، تمهيداً للخروج بنتيجة نهائية" حول هذا الملف.
ويأتي هذا الموقف بعد يوم من اجتماع عقدته قيادات عراقية، بينها رئيس الوزراء نوري المالكي، وكتلته "ائتلاف دولة القانون" مع طالباني لمناقشة مجموعة من الملفات، بينها إمكانية تمديد وجود القوات الأمريكية، وحضر اللقاء أيضاً سلفه أياد علاوي، رئيس كتلة "العراقية."
ومن المقرر أن تنسحب القوات الأمريكية من العراق نهاية 2011، بموجب اتفاقية أمنية موقعة بين بغداد وواشنطن، ولكن الطرفين يدرسان إمكانية إبقاء بعض القوات لفترة إضافية.
ولدى الولايات المتحدة في العراق اليوم أكثر من 46 ألف جندي، علماً أنها كانت قد نشرت في ذروة العمليات العسكرية في ذلك البلد عام 2007 ما يفوق 170 ألف جندي.
وكانت الساحة العراقية قد شهدت تصعيداً من بعض القوى ضد الوجود الأمريكي، وقام رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، بتوجيه "رسالة شكر" إلى أتباعه الشهر الماضي، بعد أن لوحوا بشن هجمات عسكرية ضد القوات الأمريكية.
وقد أقلق هذا الموقف القيادات في واشنطن وبغداد، إذ سبق "للتيار الصدري" الذي يقوده الصدر أن هدد بمعاودة قتال الأمريكيين إذا استمر وجودهم في العراق إلى ما بعد موعد الانسحاب نهاية 2011، ما أعاد إلى الأذهان الفترة الدموية التي شهدها العراق خلال مراحل سابقة.
ولدى "التيار الصدري" كتلة برلمانية مؤلفة من 39 عضواً، وقد كان لها الدور الأبرز في التحالف الذي مكّن المالكي من العودة لرئاسة الحكومة، بعد أن حلّت كتلته في المركز الثاني بالانتخابات البرلمانية خلف كتلة علاوي.