القدس (CNN) -- استمر التوتر في المناطق الجنوبية لإسرائيل، وامتد إلى قطاع غزة والحدود المصرية الجمعة، بعد سلسلة الهجمات التي وقعت قرب مدينة إيلات، وأدت لمقتل سبعة إسرائيليين، فقد أعلنت القاهرة مقتل ثلاثة من عناصر الأمن بنيران إسرائيلية في طابا، بينما أبلغت تل أبيب عن سقوط صواريخ من غزة في أراضيها، بعد الغارات التي نفذتها مقاتلاتها.
وقال "مصدر عسكري مسؤول" في القاهرة إن أحد ضباط القوات المسلحة وجنديين من الأمن المركزي قتلوا مساء الخميس بنيران إسرائيلية على الشريط الحدودي بمدينة طابا، ما أدى أيضاً لسقوط عدد من الجرحى.
وبحسب ما نقله التلفزيون المصري الرسمي عن وكالة أنباء الشرق الأوسط فقد قال المصدر إنه "أثناء قيام طائرة إسرائيلية بتعقب متسللين داخل الشريط الحدودي على الجانب الآخر ومطاردتهم حتى وصولوا إلى الشريط الحدودي عند رفح أطلقت أعيرة نارية عليهم في وجود عدد من جنود الأمن المركزي المصري."
وقال اللواء صالح المصري، مدير أمن شمال سيناء، في حديث لـCNN إن مروحية إسرائيلية كانت تنشط في المنطقة، في عملية مطاردة لمجموعة مسلحة، أما المقدم عمرو إمام، الناطق باسم الجيش المصري، فقال إن قوة مشاة إسرائيلية اشتبكت مع مسلحين على بعد 200 متر من الحدود مع مصر، الأمر الذي أدى ربما لوقوع إصابات على الجانب المصري.
وأضاف إمام: "لقد عززنا قوات حرس الحدود ورفعنا مستوى التأهب."
من جانبها، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن مسلحين في قطاع غزة قاموا بإطلاق صاروخ من طراز "غراد" فجر الجمعة، ولكنه سقط في منطقة خالية قرب بئر السبع دون أن تقع إصابات.
وأضافت الإذاعة أن قذيفة صاروخية أطلقت في منطقة المجلس الإقليمي "إشكول" بالنقب الغربي دون وقوع إصابات أو أضرار، ودوّت صفارات الإنذار في أسدود دون أن يبلغ عن سقوط صواريخ، بينما سقطت قذيفة صاروخية في كل من "سدوت نيغف" و"شاعر هنيغف" ولم تقع إصابات أو أضرار.
كما أشارت إلى أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا أربعة صواريخ غراد من قطاع غزة باتجاه مدينة عسقلان، وجرى اعتراضها بمنظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ التي طورتها إسرائيل مؤخراً.
من جهته، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جلسة تشاورية للحكومة المصغرة لبحث الأوضاع الأمنية، واعتبر أن هناك "تصعيد للإرهاب ضد إسرائيل عبر سيناء،" وأضاف: "من يظن أن إسرائيل ستسلم بهذه العملية الإرهابية فهو على خطأ."
وفي وقت اعتبر فيه الجيش الإسرائيلي أن هدف العملية كان اختطاف جندي أو مدني إسرائيلي، قال نتنياهو إن العناصر التي دبرت لهذه العملية "لم تعد في عداد الأحياء،" في إشارة منه إلى قتلى الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة التي استهدفت خمسة من عناصر "لجان المقاومة الشعبية" قرب رفح، بينهم كمال عوض النيرب، الأمين العام للجان، وعماد عبد الكريم حماد، مسؤول جناحها العسكري، وخالد محمد شعث.
غير أن أبوصهيب، الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية، رفض الاتهامات الإسرائيلية الموجهة إليها، وقال: "لو أننا نفذنا العملية لكنا أعلنا مسؤوليتنا.. لقد حذرنا إسرائيل من مغبة اتهامنا لمجرد أنها تعتبر ذلك أمراً سهلاً.. كل الخيارات باتت مفتوحة الآن أمام عمليات الرد، بما في ذلك خطف جنود من إسرائيل أو تنفيذ عمليات انتحارية داخلها أو قصفها بالصواريخ."
أما من جهة حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، فقد نقل المركز الفلسطيني للإعلام التابع لها عن المسؤول في الحركة، سامي أبوزهري، قوله إن قتل النيرب "لن يفلح في كسر إرادة شعبنا،" محملا إسرائيل "المسؤولية عن كل التطورات والتبعات المترتبة على هذه الجريمة،" على حد تعبيره.
ووصف أبوزهري القصف الإسرائيلي بأنه "جريمة حربٍ خاصةً أنها استهدفت منزلاً مدنيًا سكنيًا،" بينما أصدرت حماس بياناً نفت فيه مسؤوليتها عن العملية التي وقعت في منطقة إيلات، ولكنها هددت بأنها "ستكون على رأس المدافعين بكل بسالة ورجولة عن الشعب الفلسطيني،" في حال حصول هجوم على القطاع.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الخميس وقوع ثلاث هجمات متتابعة جنوبي البلاد، أسفرت عن مقنل 7 إسرائيليين و7 من المهاجمين.
وأشارت إلى أن 4 من القتلى الإسرائيليين هم ركاب سيارة خاصة.
وكانت حافلة تقل بعض المدنيين والجنود قد تعرضت لهجوم بأسلحة رشاشة، ومن ثم جرى إطلاق النار على سيارة خاصة، وبعد ذلك قام المهاجمون بإطلاق قذائف هاون أو صواريخ مضادة للدبابات، وسارعت تل أبيب إلى تحميل المسؤولية لقطاع غزة، وتوعدته برد "بمنتهى القوة."
ووقعت العمليات قرب مدينة إيلات الجنوبية، المجاورة للحدود مع مصر، في تطور لم تتضح الملابسات المحيطة به، يشار إلى أن القوات المصرية تنفذ حالياً عمليات أمنية في شمالي سيناء ضد مجموعات متشددة تقول مصادر في القاهرة إنها على صلة بتنظيم القاعدة، وتحمّلها المسؤولية عن مجموعة هجمات استهدفت أنابيب الغاز التي تصل ما بين مصر وكل من إسرائيل والأردن.