طرابلس، ليبيا (CNN) -- نفى المسؤولون الليبيون في طرابلس صحة المعلومات التي أوردتها جهات بأوساط الثوار حول سعي العقيد معمر القذافي للبحث عن ملجأ آمن لعائلته، وأكدوا أن الزعيم الليبي وأسرته لا يفكرون في مغادرة البلاد. واستقبل الثوار في مدينة الزنتان بالجبل الغربي الرائد عبدالسلام جلود، الذي كان يعتبر قبل أعوام الرجل الثاني في النظام، وفي حين استهدف الناتو منزل عبدالله السنوسي رئيس جهاز الاستخبارات.
طرابلس تنفي بحث القذافي عن ملجأ لعائلته.
نفى خالد كعيم، نائب وزير الخارجية الليبي، صحة التقارير التي نقلتها أوساط الثوار عن قيام نظام الزعيم الليبي، معمر القذافي بإجراء اتصالات بدول الجوار لبحث إمكانية استضافة عائلته العقيد، مع اقتراب الثوار من العاصمة طرابلس.
ولدى سؤاله عن رده حول المعلومات التي قالها ممثل ثوار ليبيا في القاهرة، عبدالمنعم الهوني لـCNN حول حصوله على تأكيدات بوجود طلبات مماثلة إلى حكومات مصر وتونس والمغرب والجزائر اكتفى كعيم بالقول إن الحكومات المعنية "قادرة على توضيح موقفها بنفسها حيال مزاعم الثوار."
بدورها، قللت أوساط أمريكية وأخرى في قيادة حلف شمال الأطلسي من صحة هذا المعلومات، متوقعة أن يكون القذافي قد بدأ بإعداد العدة لخوض "معركة أخيرة" في طرابلس.
وقال مصدر أمريكي مطلع على الوضع الميداني إن خطط العقيد الممسك بالسلطة منذ 41 سنة: "قد تتضمن عملية عسكرية أخيرة ضد المدنيين على شكل هجوم ينطلق من المعاقل التي مازال يسيطر عليها حول طرابلس."
ويبدو أن الولايات المتحدة بدأت تستطلع الشكل المستقبلي لليبيا بعد انتهاء حكم القذافي، فقد قال مارك تونر، الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن عدداً من المسؤولين الأمريكيين يتواجدون في معقل الثوار ببنغازي حالياً للعمل مع قياداتهم في هذا الإطار.
وقال تونر لمراسل CNN: "من المستحيل تحديد الموعد الدقيق لرحيل القذافي (عن السلطة) ولكنه سيرحل بالتأكيد."
الثوار يعلنون انشقاق جلود وانضمامه إليهم.
وفي مدينة الزنتان بالجبل الغربي، أعلن الثوار وصول الرائد عبدالسلام جلود، الذي كان أحد أبرز رموز الدائرة الضيقة المحيطة بالقذافي وشريكه في انقلاب عام 1969 ورئيس وزرائه في الفترة ما بين 1972 و1977.
وقال جمعة إبراهيم، الناطق باسم المجلس العسكري في الجبل الغربي إن جلود، الذي أقصاه القذافي عن دوائر القرار منذ منتصف العقد التاسع من القرن الماضي: "بات في الزنتان وهو رجل حر بين الثوار."
قصف منزل السنوسي في طرابلس
أما العاصمة الليبية التي ما تزال تتعرض لغارات، فقد قال مسؤولون إن ضربة جوية نفذتها طائرات حلف شمال الأطلسي أسفرت عن تدمير منزل يعود لعبدالله السنوسي، رئيس جهاز الاستخبارات.
وقال عدد من سكان المنطقة إن الغارة أدت أيضاً إلى تدمير مدرسة وعيادة طبية، مؤكدين مقتل شخص واحد على الأقل.
يشار إلى أن السنوسي هو أحد الذين شملتهم مذكرات التوقيف الصادرة عن محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" وتنفيذ أعمال قتل وإعدام، علماً أن طرابلس تنفي ذلك بشكل مطلق، كما وترفض الإقرار بصلاحيات المحكمة.