دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أن اثنين من كبار المسؤولين الأمريكيين في التعامل مع محادثات السلام في الشرق الأوسط توجها إلى المنطقة.
وقالت إن المبعوث الخاص لمحادثات السلام في الشرق الأوسط، ديفيد هايل، ومبعوث مجلس الأمن القومي، دينيس روس، في طريقهما إلى الشرق الأوسط.
ويأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه الدبلوماسية الفلسطينية تحركات واسعة بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، من أجل الحصول على اعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة.
كان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد اعتبر أن توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة بهدف الحصول على اعتراف بدولتهم، "انحراف" عن مسار السلام في الشرق الأوسط.
ورغم التلويح الأمريكي باستخدام حق النقض "الفيتو" ضد هذا التحرك الفلسطيني، تلقت المساعي الفلسطينية مزيداً من الدعم على الصعيدين الإسلامي والعربي.
منظمة التعاون الإسلامي تكثف تحركها
فقد أعلنت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان تلقته CNN بالعربية الثلاثاء، أن الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي، كثف اتصالاته مع عدة أطراف أوروبية ودولية، خلال الأيام الماضية، لحشد الدعم لـ"حق فلسطين" في نيل الاعتراف الدولي، وعضوية الأمم المتحدة.
ومن بين الأطراف التي سعى أوغلي إلى حشد دعمها للتوجه الفلسطيني، رئيس المفوضية الأوروبية، مانويل باروسو، ومفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، ورئيس المجلس الأوروبي، فان رومبوي، كما بعث برسائل إلى وزراء خارجية عدد من الدول، ومسؤولين دوليين، يحثهم فيها على تقديم الدعم اللازم لجهود فلسطين في نيل الاعتراف الدولي كدولة حرة ومستقلة على حدود عام 1967.
ونقل البيان عن أمين عام المنظمة قوله إنه "في ظل تعثر مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، نتيجة الخروقات الإسرائيلية، أصبح من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى، أن يكون للمجتمع الدولي دور حقيقي وثابت في الاعتراف بالحدود الفلسطينية."
وأشار البيان إلى أن المنظمة تعتزم عقد ثلاثة اجتماعات مكثفة في نيويورك، خلال الفترة من 18 إلى 25 سبتمبر/ أيلول الجاري، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك لبحث تطورات القضية الفلسطينية، والتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة، لنيل الاعتراف الدولي وعضوية المنظمة الأممية.
اجتماع لجنة المتابعة العربية
وعلى الصعيد العربي، عقدت "لجنة المتابعة"، المعنية بمبادرة السلام العربية، اجتماعاً على المستوى الوزاري في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، مساء الاثنين، خلص إلى ضرورة استمرار الاتصالات والمشاورات مع مختلف دول العالم، لحشد التأييد الدولي في الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس.
جاء هذا الاجتماع، الذي عُقد برئاسة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، وبحضور رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، قبل ساعات من بدء اجتماعات الدورة 136 العادية لمجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية، برئاسة وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، وبحضور نحو 15 من وزراء الخارجية، بعد ظهر الثلاثاء.
وفي أعقاب اجتماع لجنة المتابعة، قال الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن الاجتماع بحث كل الأوضاع المتعلقة بالمطلب الذي تؤيده جميع الدول العربية، بذهاب فلسطين إلى الأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة.
وفي تعليقه على ما ذكرته ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاترين أشتون، بأن الاتحاد الأوروبي يؤيد إقامة الدولة الفلسطينية من خلال المفاوضات، قال العربي إن "الاتصالات مستمرة، وهناك تأييد واسع من مختلف دول العالم."
عريقات: من يريد حل الدولتين لا يلوح بالفيتو
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن عريقات قوله إن هناك قراراً اتخذ في الدوحة من قبل لجنة مبادرة السلام العربية، في اجتماع سابق لها، بالتأكيد على ضرورة مواصلة السعي للحصول على عضوية دولة فلسطين الكاملة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف المسؤول الفلسطيني قائلاً إنه من المعروف أن "الموقف الأوروبي يريد دولة فلسطينية على أساس المفاوضات، ونحن لا نعارض ذلك، لأن الذي أوصد باب المفاوضات هي الحكومة الإسرائيلية، باختيارها المستوطنات وليس المفاوضات."
ورداً على موقف الولايات المتحدة الأمريكية، التي هددت باستخدام حق النقض "الفيتو" لإجهاض أي مشروع قرار دولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، قال عريقات إن الاتصالات مستمرة مع الولايات المتحدة، داعيا الإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في مواقفها، وقال: "من أراد بالفعل تحقيق حل الدولتين لا يلوح بالفيتو."
وفي واشنطن، جدد الرئيس الأمريكي أوباما رفض بلاده توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة، وقال في تصريحات أمام عدد من الصحفيين، في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، إن التحركات الفلسطينية لن تؤدي إلى حل النزاع، ولن تغير ما يجري على الأرض، وشدد على أن جلوس الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني معاً على مائدة المفاوضات، هو الوسيلة الوحيدة من أجل التوصل إلى حل.