صنعاء، اليمن (CNN)-- أعلنت وزارة الداخلية اليمنية الخميس أن الاشتباكات المندلعة بين القوات الحكومية والعناصر المسلحة في محافظة "أبين"، إحدى معاقل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، منذ مايو/ أيار الماضي، أسفرت عن مقتل 300 مسلح.
وفقاً لمسؤولين أمنيين في محافظة أبين، في جنوبي البلاد، فإن ما يقرب من 183 جندياً من أفراد القوات الحكومية قتلوا خلال تلك الاشتباكات.
وصرح متحدث باسم القوات الحكومية اليمنية، بأن الحكومة استعادت السيطرة على العديد من القرى، التي كانت تحت سيطرة المسلحين.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة عبده جندي لـCNN: "إن أعداد الإرهابيين الذين قتلوا على يد القوات الحكومية تدل على أن الحكومة تأخذ هذه المسألة على محمل الجد، وستواصل مواجهتها للإرهاب حتى تطهير البلاد."
وفي فبراير/ شباط الماضي، أعلن وزير خارجية اليمن أبو بكر القربي، أن أعداد مسلحي تنظيم القاعدة في اليمن لا تتجاوز بضعة مئات، لكن البعض شكك في صحة هذه الأعداد.
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي والخبير في شؤون تنظيم القاعدة، علي العبد جرادي: "إذا أخذنا في الاعتبار ما صرحت به وزارة الداخلية مؤخراً، وما قاله وزير الخارجية في وقت سابق من هذا العام، فمن المفترض أن يكون تم القضاء تماماً على المسلحين في اليمن."
وتساءل قائلاً: "إذا تم بالفعل قتل 300 مسلح في أبين، فمن إذاً الذي يحارب جنودنا هناك؟"
فيما دافع محمد الماوري، المتحدث باسم وزارة الداخلية اليمنية، عن الأعداد الذي ذكرتها الحكومة قائلاَ: "لا توجد أي معلومات كاذبة أو مبالغ فيها بشأن أعداد القتلى المسلحين"، وقال إن وزارة الداخلية "لا تخضع لضغوط كما يدعي البعض لزيادة أعداد القتلى."
وفي أواخر أيار/ مايو الماضي تمكنت مجموعة مسلحة تدعى "أنصار الشريعة"، من السيطرة على مناطق واسعة في محافظة أبين، ومنذ ذلك الحين أخذت المجموعة في توسيع نطاق سيطرتها في عدد من المحافظات الأخرى في جنوب اليمن.
كما أعلنت المجوعة ذاتها، التي تقول وزارة الداخلية إنها ترتبط بعلاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة، رغبتها في السيطرة على مدينة عدن، التي تعتبر العاصمة التجارية لليمن، والواقعة على حدود أبين، وإقامة إمارة إسلامية في الجنوب.
وفي وقت سابق، صرح مسؤول أمني في محافظة "لحج" بأن أكثر من 100 مقاتل دخلوا حدود المحافظة، قادمين من أبين، دون أن ترد أية تقارير عن حدوث اشتباكات بين القوات الحكومية والعناصر المسلحة في لحج.
ويسيطر الخوف على سكان لحج، نتيجة تردد أنباء حول اعتزام الحكومة إجلاء قوتها من المحافظة، ما يجعلها عرضة للوقوع تحت سيطرة المسلحين، مثلما حدث في أبين، حيث تم إجلاء أكثر من 90 ألفا من سكان أبين، بعد تطورات أيار/ مايو الماضي، وهم يعيشون الآن في ملاجئ في محافظات عدن ولحج.