طوكيو، اليابان (CNN)-- تمكنت السلطات اليابانية من تحقيق أول "إغلاق بارد" لمفاعلات محطة "فوكوشيما دايئيتشي" للطاقة النووية، التي لحقت بها أضرار بالغة نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب شرقي اليابان في 11 مارس/ آذار الماضي، ونجم عنه أمواج مد عاتية "تسونامي"، جرفت الأخضر واليابس بطريقها.
وأكد رئيس الوزراء الياباني، يوشيهيكو نودا، أنه تم تحقيق إغلاق بارد الجمعة، للمفاعلات المعطوبة بالمحطة النووية بنجاح، مما يشير إلى أن هذه المفاعلات، التي حدثت منها تسربات إشعاعية، كانت قريبة من درجة الانصهار في بعض الأوقات، الأمر الذي كان ينذر بانفجار المحطة النووية.
ويشكل إعلان نودا تحولاً مهمة في جهود الحكومة اليابانية لتجنب تفاقم الكارثة النووية، جراء "الكارثة المزدوجة" الناجمة عن الزلزال وأمواج تسونامي، إلا أن بعض الخبراء يعتقدون أن عملية تطهير أثار أسوأ كارثة نووية يشهدها العالم، منذ انفجار مفاعل "تشرنوبيل"، قد تستغرق سنوات، وربما عقوداً.
وذكرت الإذاعة اليابانية NHK أن تحقيق الوضع الحالي يُعتبر هدفاً كان من المخطط تحقيقه في المرحلة الثانية من الجدول الزمني، الذي وضعته الحكومة بالاشتراك مع شركة طوكيو للطاقة الكهربائية "تيبكو"، التي تتولى الإشراف على تشغيل المحطة النووية المنكوبة.
وقال نودا، خلال اجتماع لفريق العمل الحكومي المعني بالأزمة النووية الجمعة، إن المفاعلات الآن في حالة مستقرة، مؤكداً اكتمال المرحلة الثانية من الجدول الزمني، كما شدد على أن "مستويات الإشعاع في محيط المحطة النووية ستبقى منخفضة، حتى إذا ما وقع حادث آخر."
إلا أن رئيس الحكومة اليابانية قال إنه لا تزال هناك الكثير من المشاكل ينبغي حلها، فيما يتعلق بالأشخاص المتضررين جراء الكارثة، وأعمال إزالة التلوث الإشعاعي في المناطق التي تم إجلاء سكانها، وحول محطة فوكوشيما، وكذلك التخلص من الحطام الملوث بالإشعاع.
وأُصيبت محطة "فوكوشيما"، التي تبعد حوالي 240 كيلومتراً، 150 ميلاً، إلى الشمال من العاصمة طوكيو، بأضرار بالغة، نتيجة زلزال مدمر ضرب شرقي اليابان في 11 مارس/ آذار الماضي، بلغت شدته نحو 9 درجات على مقياس ريختر، وتسبب بحدوث أمواج "تسونامي" جارفة.
وأودت "الكارثة المزدوجة" بأرواح ما يقرب من 15 ألف شخص، فيما تواصل الحكومة اليابانية جهودها، تدعمها مساعدات خارجية، لاحتواء "كارثة نووية"، بعدما وضعت السلطات حادث محطة فوكوشيما عند المستوى 7، ليوازي كارثة انفجار مفاعل "تشرنوبيل" عام 1986.