طوكيو، اليابان (CNN)-- للوهلة الأولى قد يعتقد البعض أن ثلاثة أشخاص تجاوزوا الستين من أعمارهم، يجلسون في غرفة ضيقة بأحد المباني العتيقة، أمام أجهزة الكمبيوتر ويتحدثون عبر هواتفهم المحمولة، يخططون لتناول وجبة شهية أو تمضية وقت سعيد، ولا يتوقع أحد أنهم مسؤولون عن أكبر مهمة إنقاذ قد يشهدها التاريخ.
فكل ما يأمله ياسوتيرو يامادا، المهندس البالغ من العمر 72 عاماً، أن يتمكن فريقه المكون من 250 شخصاً، من المساعدة في احتواء كارثة نووية محتملة بمفاعل فوكوشيما داييتشي، الذي أُصيب بأضرار شديدة نتيجة الزلزال المدمر وموجات تسونامي التي ضربت شمال شرقي اليابان في 11 مارس/ آذار الماضي.
وتتكون المجموعة فقط من الخبراء المتقاعدين ممن تجاوزت أعمارهم 60 عاماً، على اعتبار أن الأشخاص في هذا السن هم الأكثر قدرة على العمل في بيئة ملوثة بمستويات عالية من الإشعاع، نظراً لأن خلايا أجسام المسنين عادةً ما تتأثر بتلك الإشعاعات بصورة أبطا منها عند صغار السن.
ورغم وجود ما يقرب من ألف موظف يعملون في المفاعل النووي، تقول شركة طوكيو للطاقة الكهربائية "تيبكو"، إنهم قادرون على احتواء التسرب الإشعاعي، فقد شدد يامادا على قوله: "يجب علينا أن نقوم بذلك بدلاً منهم"، وتابع قائلاً: "المسنون لديهم حساسية أقل تجاه الإشعاعات، لذلك يجب علينا أن نفعل ذلك."
وعمل صاحب فكرة تشكيل هذا الفريق "الانتحاري"، في السابق، كمهندس بشركة "سوميتومو للصناعات المعدنية المحدودة"، ويمتلك خبرة طويلة، وقال يامادا، الذي تمكن من النجاة من إصابته بالسرطان، إنه يُقدر حياته، ولكنه يرغب في أن يفعل شيئاً مختلفاً بعد كل هذا العمر."
وقبل نحو شهرين، وتحديداً في مطلع أبريل/ نيسان الماضي، بدأ ياسوتيرو يامادا في تشكيل فريقه، من خلال دعوة المئات من أصدقائه وزملائه السابقين، عبر إرسال نحو 500 رسالة إلكترونية و200 رسالة تقليدية، إلا أنه اشترط أن يكون أعضاء الفريق ممن تجاوزا الستين، وممن لديهم القدرة على القيام بالمهمة.
ورغم الجهود الحثيثة للحكومة اليابانية، والتي فتحت الباب للاستعانة بأطراف خارجية، لاحتواء التسرب الإشعاعي، إلا أن شبح كارثة نووية محتملة، عاد ليطل من جديد ويثير هلع الملايين، ليس في اليابان وحدها، وإنما في كثير من الدول الواقعة على جانبي المحيط الهادئ.