دمشق، سوريا (CNN) -- تمارس القوى الدولية مزيداً من الضغوط على الحكومة السورية، مع تحقيق المعارضة السورية، تحت مظلة المجلس الوطني السوري، مكاسب عن طريق دعم قوى في العالم العربي لها، ودعوة الصين للنظام في دمشق بالاستجابة للمطالب المعقولة للشعب.
ويأتي هذا الضغط المتزايد الثلاثاء وسط تواصل عملية القمع للاحتجاجات المتواصلة منذ نحو سبعة شهور، والتي أدت إلى إدانة دولية واسعة.
وتقدر الأمم المتحدة عدد القتلى الذين سقطوا جراء القمع في سوريا بنحو 2900 شخص، فيما تقول المعارضة إن عدد القتلى تجاوز 3000 قتيل.
وتزعم الحكومة أنها تقاتل "عصابات مسلحة" قتلت نحو 1100 من عناصر الجيش والقوى الأمنية في البلاد.
وكان المجلس الوطني السوري قد حظي باعتراف التحالف الديمقراطي لأجل مصر، وهو تجمع لعدد من الأحزاب المصرية، وكذلك باعتراف المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الذي أغلق السفارة السورية في طرابلس.
وفي بكين، دعت الصين الثلاثاء الحكومة السورية إلى الاستجابة لمطالب الشعب التي تنادي بالإصلاح، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا."
وجاءت دعوة الحكومة الصينية على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ليو وي مين، خلال مؤتمر صحفي.
وقال ليو وي مين: "نعتقد انه يتعين على الحكومة السورية الاستجابة للتطلعات والمطالب المعقولة لشعبها، وحل القضايا عبر الحوار والمشاورات."
يشار إلى أن الصين استخدمت، إلى جانب روسيا، حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار يهدف إلى توجيه إدانة شديدة "للانتهاكات الخطيرة والمنهجية المستمرة لحقوق الإنسان من قبل السلطات السورية"، كما أفادت شنخوا.
هذه الدعوة الصينية جاء بعد أقل من 24 ساعة على رسالة قاسية اللهجة وجهها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى دمشق في ختام اجتماعهم في لوكسمبورغ الاثنين.
وطالب الوزراء في رسالتهم لدمشق بتنحي الرئيس السوري، بشار الأسد، وإفساح المجال لحصول انتقال في السلطة، وقالوا إن القمع المتواصل ضد المحتجين في البلاد قد يصل إلى درجة الجرائم ضد الإنسانية.
ورحب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بيانهم بتشكيل المجلس الوطني السوري الذي يضم قوى المعارضة، في موقف يأتي بعد يوم واحد على تحذير دمشق من مغبة الاعتراف به.
وكان نشطاء سوريون قد أكدوا الاثنين، سقوط 31 قتيلاً على الأقل، في موجة جديدة من المواجهات بين القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة، في عدد من المدن السورية الأحد، في الوقت الذي اعتبر فيه الرئيس السوري أن "الإصلاحات"، التي تقوم بها حكومته، "لاقت تجاوباً كبيراً من الشعب السوري."
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتلى بينهم 14 مدنياً، و17 من القوات الحكومية، وذكر أن نحو نصف القتلى سقطوا في "حمص"، والتي شهدت مقتل 10 مدنيين و5 عسكريين، بينما شهدت "أدلب" مقتل 8 عسكريين، فيما قُتل مدني و3 عسكريين في "حماة"، و3 مدنيين في "ريف دمشق"، إضافة إلى مقتل عسكري في "درعا."