دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت السلطات السورية سيطرة قوات حفظ النظام، المدعومة من الجيش، على مدينة "الرستن" بمحافظة حمص، السبت، بعد مواجهات مع "مجموعات إرهابية مسلحة"، التي يتهمها نظام دمشق، بالوقوف وراء موجة العنف الناجم عن حملات قمع عسكرية، يتصدى بها لاحتجاجات شعبية مناوئة له منذ عدة أشهر.
وأوردت وكالة الأنباء السورية، سانا، أن وحدات الجيش وقوات حفظ النظام "تمكنت من تنفيذ عملية نوعية وقتلت عددا كبيرا من أفراد المجموعات المسلحة واعتقلت عدداً آخر وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر كانت بحوزة المجموعات الإرهابية."
وتابعت: "رحب أهالي الرستن بدخول الجيش وتخليص المدينة من عبث وإجرام المجموعات الإرهابية المسلحة."
وجاء إعلان السيطرة على "الرستن" بعد حصار نفذته قوات الجيش السورية، المدعومة بالآليات الثقيلة والدبابات، على المدينة، وفق نشطاء سوريين.
وقال الناشطون بان قوات الجيش خاضت مواجهات بالرستن ضد المنشقين عنه، فيما تقول الحكومة السورية إنها تخوض قتالا ضد الجماعات الإرهابية المسلحة.
والاثنين الماضي، نقلت المصادر أن أصداء أصوات القصف بالأسلحة الثقيلة والرشاشة ترددت في أنحاء المدينة بعد أن تحركت الدبابات لإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إليها.
وقال عضو في لجان التنسيق المحلية، رفض الكشف عن هويته لدواع أمنية: "لقد كان هناك العديد من الدبابات المتواجدة في المنطقة منذ شهر مايو/ أيار الماضي على مداخل المدينة، غير أن أعدادا كبيرة من الدبابات بدأت الأحد بإغلاق أجزاء من ريف المدينة وتحاصر القرى، بل واتخذت مواقع لها داخل المدينة."
وأوضح الناشط أن أكثر من 50 دبابة انتشرت داخل وحول مدينة الرستن الواقعة في محافظة حمص، مضيفاً في تصريحه لـCNN بأن تدفق القوات الأمنية السورية إلى مدينة الرستن يعني أن المعارضين يواجهون صعوبات في معالجة الجرحى والمصابين فيها.
وفي وقت سابق، ذكرت المعارضة السورية بأن القوات السورية قصفت الرستن في معركة ضد عناصر المنشقين من الجيش، وأن النظام استخدم الطائرات المقاتلة في دعم قوات الجيش، في هجومها على المدينة بهدف إخماد الثورة ضد سلطة الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن وكالة الأنباء السورية الرسمية نفت اللجوء إلى سلاح الجو.
وإلى ذلك، شهد الجمعة، التي أطلق عليها السوريون المعارضون اسم "جمعة النصر لشامنا ويمننا" مقتل 49 شخصاً خلال يومين من العنف بالرستن.
ولا يمكن لـCNN تأكيد صحة هذه المعلومات بشكل مستقل نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.
ومنذ عدة أشهر، تشهد سوريا اضطرابات عاصفة على خلفية حملة القمع العسكرية التي تصدى بها النظام لانتفاضة شعبية تطالب برحيله وتنادي بالديمقراطية، وبررت حكومة دمشق العنف بمحاولة اجتثاث "جماعات مسلحة" تروع آمن المواطنين، وتقف وراء موجة العنف.
ويشار إلى أن مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة كانت قد أشارت مطلع الشهر الفائت إلى سقوط ما لا يقل عن 2600 قتيل منذ بداية الانتفاضة.