دمشق، سوريا (CNN) -- نددت دمشق على لسان "مصدر مسؤول" في وزارة الخارجية والمغتربين بالتصريحات الأخيرة الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين بما في ذلك ما قاله نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر، معتبرة أن مواقفه - التي لم يستغرب فيها لجوء منشقين عن الجيش أو عناصر معارضة إلى العنف - تؤيد "استخدام الجماعات الإرهابية المسلحة العنف ضد قوات الجيش."
ونقلت وكالة الأنباء السورية عن المصدر الذي لم تكشف عن اسمه قوله إن تصريحات تونر: "تدل وبشكل واضح على أن الولايات المتحدة متورطة في تشجيع الجماعات المسلحة على ممارسة العنف ضد الجيش العربي السوري."
وأضاف المصدر أن وصف نائب الناطق بلسان الخارجية الأمريكية هذه الأعمال بأنها أمر طبيعي "هو وصف خال من المسؤولية ومن شأنه تشجيع أعمال الإرهاب والفوضى خدمة لأهداف خارجية تتنافى مع مصالح الشعب السوري."
وقال المصدر إن سوريا "إذ تدين بشدة هذه التصريحات الأمريكية تؤكد تصميمها على القيام بواجباتها في حماية أمنها واستقرارها والدفاع عن مواطنيها وسلامتهم والتصدي لكل محاولات التدخل في شؤونها الداخلية."
وكان تونر قد علق قبل أيام على التقارير الصحفية التي أشارت إلى أن عسكريين سوريين منشقين يعتزمون تصعيد المواجهة مع الجيش، فقال إن الأمر غير مفاجئ "نظراً لمستوى العنف خلال الأشهر الماضية."
وأضاف تونر: "من غير المفاجئ أننا نرى عناصر من الجيش، أو بالأحرى من المعارضة، يستخدمون العنف ضد الجيش للدفاع عن النفس، وأقول إن المعارضة أظهرت ضبطاً كبيراً للنفس في وجه وحشية النظام وواصلت المطالبة بحقوقها بشكل سلمي وعبر مظاهرات غير مسلحة."
وتابع تونر بالقول: "من الطبيعي أنه كلما استمر النظام باستخدام العنف وقتل وسجن الناشطين المسالمين فإن إمكانية أن تتحول الحركة السلمية إلى العنف ستتزايد، ومسؤولية ذلك تقع على عاتق النظام السوري."
هذا وتستعد المعارضة السورية لأسبوع جديد من التحرك في الشارع الجمعة، وذلك تحت عنوان "النصر لشامنا ويمننا" وذلك بتنسيق مع تحرك المعارضة اليمنية الأسبوعي.
وكانت جماعات معارضة قد ذكرت أن القوات السورية قصفت الأربعاء مدينة الرستن في محافظة حمص، غربي البلاد لليوم الثاني على التوالي في معركة ضد عناصر المنشقين من الجيش، وأن النظام استخدم الطائرات المقاتلة في دعم قوات الجيش.
وقالت لجان تنسيق محلية من سوريا، وهي شبكة دولية من نشطاء المعارضة، إن طائرات مقاتلة دعمت القوات البرية الحكومية في هجومها على المدينة بهدف إخماد الثورة ضد سلطة الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت لجان التنسيق المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري اشتبك مع وحدات منشقة عن الجيش.
ووفقاً لتقارير لجماعات حقوقية وأخرى حكومية، فقد اندلع قتال في أنحاء أخرى من غربي سوريا الأربعاء.