دمشق، سوريا (CNN) -- قتل ما لا يقل عن 35 شخصاً في التظاهرات المناهضة للنظام في سوريا، والتي خرجت هذه الجمعة تحت مسمى "جمعة الحظر الجوي" بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وتركزت الخسائر في صفوف المحتجين الذي شاركوا بالمظاهرات بمدينتين حمص وحماة.
وبحسب لجان التنسيق المحلية، فقد سقط قتلى في حمص بعد أن قام قناصة بإطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين بحي الإنشاءات ومنطقة جورة الشياح.
أما المركز السوري لحقوق الإنسان فتحدث عن تعرض المحتجين في حي برزة بدمشق لإطلاق كثيف للنيران، أعقبه موجة من الاعتقالات الجماعية التي طالت 40 شخصاً على الأقل.
وأضاف المرصد أن حصيلة الهجمات التي تعرضت لها المظاهرات في كافة أنحاء سوريا بلغت 35 قتيلاً وأكثر من مائة جريح، إلى جانب 500 معتقل على أقل تقدير.
وأشارت صفحات المعارضة السورية على موقع "فيسبوك" إلى خروج مظاهرات في محافظات حمص وحماة وديرالزور وأدلب وحلب وريف دمشق، إلى جانب أحياء في العاصمة دمشق.
وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي جماعة معارضة، قد قالت إن ثلاثة أطفال كانوا بين 25 شخصا قتلوا يوم الخميس، في أحدث حصيلة للقتلى بأعمال العنف التي تهز البلاد المضطربة.
وذكرت اللجان، التي تنظم الاحتجاجات، في بيان صدر صباح الجمعة، أن 11 شخصا قتلوا في ضواحي مدينة حماة، بينهم سبعة في منطقة كرناز، واثنان في قلعة المضيق، وواحد في كل من كفر نبودة، واللطامنة.
وأعلنت اللجان أن سبعة أشخاص قتلوا اليوم الخميس في حمص، والتي كانت معقلا للمشاعر المناهضة للحكومة، وتعرضت لحملة قمعية شنها النظام لاحقا.
وتبع ذلك انفجار قوي هز حي البياضة في المدينة، بحسب لجان التنسيق التي قالت إن قوات الأمن أطلقت النار على حي آخر بالرشاشات الثقيلة.
وقالت المجموعة المعارضة بالإضافة إلى ذلك، إن ثلاثة أشخاص قتلوا في محافظة إدلب، ولقي اثنان في محافظة درعا حتفهما، بالإضافة إلى اثنين آخرين في محافظة اللاذقية.
غير أن الحكومة السورية واصلت دحض تلك التقارير، بما في ذلك الانتهاكات والاعتداءات في سجونها، وقالت وكالة الأنباء السورية الحكومية إنها وثقت جنازات ما أسمته "ثلاثة شهداء" قتلوا على يد "جماعات إرهابية مسلحة."
ولا يمكن لشبكة CNN التأكد بشكل مستقل من الأحداث في سوريا، بسبب القيود التي فرضها النظام السوري على وصول الصحفيين الدوليين إلى أجزاء كثيرة من البلاد.
وكانت مصادر في المعارضة السورية أكدت سقوط 17 قتيلاً على الأقل الأربعاء، بينهم ثلاثة أطفال، في مواجهات بين القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ومسلحين معارضين، تزامنت مع زيارة وفد وزاري عربي للعاصمة دمشق.
وقالت لجان التنسيق المحلية للثورة السورية إن طفلين على الأقل قُتلا الأربعاء، خلال معارك شهدتها مدينة حمص، فيما قُتل طفل ثالث في دوما، إحدى ضواحي دمشق، في وقت دعا فيه قادة المعارضة إلى إضراب عام في مختلف أنحاء الدولة العربية، التي تشهد أكبر احتجاجات مناهضة للأسد، منذ توليه السلطة خلفا لوالده عام 2000.
وعقد الرئيس السوري اجتماعاً مع الوفد الوزاري العربي، برئاسة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وتم خلاله استعراض المبادرة العربية حول الأوضاع في سوريا، كما تم الاتفاق على أن يكون هناك اجتماع بين اللجنة الوزارية العربية والحكومة السورية في 30 من الشهر الجاري.
ونقل التلفزيون السوري ووكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن رئيس الوزراء القطري وصفه للقاء مع الرئيس السوري بأنه "كان طويلاً وصريحاً، وجرى في جو ودي"، وأضاف: "تحدثنا في كل النقاط التي أتت في المبادرة العربية بكل إيجابية وصراحة، ووجدنا حرصاً للتوصل مع اللجنة العربية من قبل الحكومة السورية لحل هذا الموضوع."