دبي، الإمارات العربية (CNN) -- أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، عن الاتفاق مع منظمات حقوقية على إرسال مراقبين إلى سوريا التي أعلن معارضون فيها عن سقوط عشرات القتلى برصاص الأمن الاثنين، في حين شكك رضوان زيادة، مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري، في حديث مع CNN بقبول دمشق للمراقبين، واستبعد التوصل لإنشاء منطقة عازلة عند الحدود مع تركيا قبل أن يتم فرض حظر الطيران من قبل مجلس الأمن.
وكان العربي قد استقبل وفداً من المعارضة السورية الاثنين، بعد لقاء مع منظمات عربية معنية بحقوق الإنسان، وقال على هامش تلك اللقاءات إنه قد جرى التوصل إلى اتفاق على تشكيل وفد من 500 شخص يضم ممثلين عن منظمات عربية.
وقال العربي إن الوفد لن يذهب إلى سوريا إلا بعد توقيع مذكرة تفاهم واضحة مع الحكومة السورية تتحدد فيها التزامات وحقوق وواجبات كل طرف.
وأكد العربي تلقيه رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تتضمن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لعقد قمة عربية طارئة لبحث الأزمة السورية، وأضاف أنه تم "تعميم هذه الرسالة" على القيادات العربية، مشيراً إلى أن عقد قمة طارئة يتطلب موافقة 15 دولة عضو بالجامعة.
من جهته، قال زيادة، في اتصال مع CNN بالعربية إن التفاوض حول هذا الوفد يجري حالياً، ولكنه أضاف إن السؤال الأساسي يتمحور حول مدى سماح النظام السوري بتطبيق شروط الجامعة العربية.
وأضاف زيادة، الذي تحدث من العاصمة الروسية موسكو: "الأمين العام (نبيل العربي) اجتمع مع المجلس الوطني ومؤسسات مدنية عربية ومصرية وطرح موضوع إرسال مراقبين ولكن هل سيلتزم النظام؟ هذا أمر مشكوك به."
وأكد زيادة أن خطوة إرسال المراقبين لن تمثل فرصة جديدة للنظام السوري، مضيفاً أن مشاركة سوريا ستعلق اعتباراً من 16 نوفمبر/تشرين الثاني لأن القتل مستمر حتى الساعة.
وحول الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب في الرباط قال: "نحن نتجه إلى تنفيذ قرار تجميد مشاركة سوريا في الجامعة السوري أما الموضوع في الرباط فهو تفاصيل العقوبات السياسية والاقتصادية، والتي لن تكون عربية فقط بل إقليمية بمشاركة تركيا التي سيحضر وزير خارجيتها إلى الاجتماع."
وأكد زيادة أن موضوع تشكيل منطقة عازلة عند الحدود مع تركيا مازال ضمن مطالب المعارضة، غير أنه لفت إلى أن الدول العربية ومعها تركيا ليست قادرة على إنشائها دون قرار دولي من مجلس الأمن بفرض حظر جوي يحمي المنطقة العازلة، مضيفا أن خطوة من هذا النوع ستصطدم بالفيتو الروسي.
وكشف زيادة أن وفدا من المجلس الوطني السوري سيجتمع قبل ظهر الثلاثاء مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف لإطلاعه على موقف المجلس الوطني والطلب من موسكو دعم الموقف العربي حيال دمشق.
وحول قدرة المعارضة على تقديم رؤية مشتركة للمرحلة الانتقالية إلى الجامعة العربية قال زيادة: "قوى المعارضة الرئيسية موحدة في المجلس الوطني وهو طرفها الرئيسي، والمجلس لديه رؤية واضحة للمرحلة الانتقالية وسنعمل بالتنسيق مع القوى الموجودة خارج المجلس والتي تشاركنا طموح إسقاط النظام."
ميدانياً، أعلنت المعارضة السورية سقوط عدد كبير من القتلى خلال تصدي الأمن لمظاهرات في العديد من محافظات سوريا، وقالت لجان التنسيق الشعبية إن قوات الأمن قتلت 38 شخصاً، بينهم 20 في درعا، وعشرة في حمص وستة في إدلب، إضافة لقتيل في كل من حماه والقامشلي.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها تأكيد صحة هذه التقارير بشكل مستقل نظراً لرفض السلطات السورية عمل المؤسسات الإعلامية الأجنبية على أراضيها.