دمشق، سوريا (CNN) -- ندد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بالجامعة العربية وردها على الملاحظات التي قدمتها بلاده حول عمل بعثة المراقبة، وقال إن بعض الدول العربية تستخدم الجامعة "كأداة للوصول إلى مجلس الأمن،" وقال إن دمشق طلبت تعديلات "إجراءات وموضوعية" آملاً أن يكون اجتماع وزراء الخارجية العرب المقبل "من أجل الخير وليس من أجل الشر."
وقال المعلم، في مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة بعد أقل من ساعة على رد الجامعة العربية الضمني لطلب التعديلات السورية: "درسنا مشروع البروتوكول وأبلغت الأمين العام استعداد سوريا للتوقيع بعد إدخال تعديلات وإضافات إجرائية وموضوعية لا تتدخل في طبيعة أو تفاصيل مهمة بعثة الجامعة ولا تعيق عملها أو حريتها، بل تضع الأمور في سياقها السليم."
واتهم المعلم الجامعة العربية بأنها قدمت طلبات "فيها تعجيز وخرق للسيادة الوطنية،" قائلاً إن بلاده مع ذلك وافقت على الطلبات قبل أن تعود فتتلقى السبت رسالة تقول فيها الأمانة العامة "غنها لا تملك صلاحيات الإجابة على التعديلات، وأن الأمين العام مهمته محصورة بتلقي استفسارات من الجانب السوري وليس إجراء تعديلات."
واستطرد المعلم بالقول إن "الصورة واضحة" بالنسبة لسوريا، ولكنه أكد أنه سيقوم مع ذلك بالرد على رسالة الأمين العام عبر وضع "مجموعة من الاستفسارات والاستيضاحات مضيفاً: "التحليل المنطقي يقول بأن أطرافا عربية تستخدم الجامعة كأداة للوصول إلى مجلس الأمن."
وشدد المعلم أن الاستفسارات التي قدمتها سوريا فكانت "تتعلق بالسيادة الوطنية والحرص على حماية أمن المواطنين،" وأضاف: "البروتوكول كان يتجاهل الدولة السورية، لأن سوريا مسؤولة عن أمن البعثة، ولكنهم تجاهلوا حتى التنسيق معها، نحن قلنا اذهبوا حيث تريدون، ولكن أعلمونا كي نحفظ أمنكم."
وأكد المعلم أن بلاده لا تهتم بالمهل المحددة، وأنها بالتالي ستواصل مخاطبة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالموضوع وستتابع التفاوض معها، ولكنه أعرب عن أمله بأن يكون اجتماع وزراء الخارجية العرب المقبل "من أجل الخير وليس من أجل الشر."
وقال الوزير السوري إنه "غير راض" عن مواقف دول الجوار، ودعا الأردن إلى "تأكيد أو نفي" ما يتردد حول وجود منشقين على أراضيها، كما لم ينف بشكل قاطع ما تردد عن وصول قطع بحرية روسية إلى المتوسط أو إقامة الجيش السوري لمنطقة عسكرية مغلقة على الحدود مع تركيا، مكتفياً بالقول: "أتمنى أن تبقى الدبلوماسية هي السائدة."
وتمنى المعلم عدم انزلاق الوضع في سوريا إلى حرب أهلية، وقال إن بلاده تواجه "جماعات مسلحة تعتدي على المواطنين،" مضيفاً: "إذا فرض علينا هذا القتال سنقاتل، ولكن نأمل ألا يفرض ذلك علينا لأن المشكلة يحلها السوريون."
وأشار الوزير السوري إلى أن الضغوط التي تتعرض لها سوريا "ليست عربية وإسلامية فقط، بل من دول أخرى مثل الولايات المتحدة،" وقال إن مواقف بعض الدول العربية والغربية "تشجع على القتل."
وكانت جامعة الدول العربية قد ردت على رسالة سوريا حول التعديلات المقترحة على وثيقة بروتوكول المركز القانوني لمهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية على أراضيها، قائلة إن مطالب دمشق "تمس جوهر الوثيقة وتغير جذرياً طبيعة مهمة البعثة،" وكررت دعوتها إلى "اتخاذ إجراءات فورية لحقن دماء الشعب،" في تطور قد يشير إلى نهاية المسار الدبلوماسي العربي على خط هذه الأزمة.
وختمت الجامعة بيانها بالقول إنها "تتمسك بمعالجة الأزمة السورية في الإطار العربي، من خلال العمل على وضع حد لاستمرار العنف والقتل والاستجابة لتطلعات الشعب السوري في التغييرات والإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المنشودة،" وفق البيان.