دمشق، سوريا (CNN) -- قال شهود عيان من مدينة درعا لـCNN بالعربية ليل الاثنين، إن قوات الأمن أزالت الخيام التي كان الشباب قد نصبوها في باحة المسجد العمري لتكون مكاناً لاعتصام دائم في المدينة، كما انتشرت وحدات من الأمن المركزي مع تشديد الإجراءات الأمنية بشكل وصفوه بـ"المقلق" معتبرين أن ذلك دفع الناس للتشكيك في ما يقوله النظام وما يصدر عنه من تطمينات، بينما ذكر آخرون أن أعضاء في حزب البعث بمدينة أنخل قدموا استقالتهم.
وقال أحد الشهود الذي طلب عدم ذكر اسمه: "سبب إطلاق النار الذي حصل اليوم هو أننا اكتشفنا وجود أحد عناصر الأمن بين الحشود يهتف معنا ويقوم بتصويرنا بهاتفه الجوال، فقام الناس بضربه وأخذ سلاحه الفردي، ولذلك تدخلت قوات الأمن مطلقة النار في الهواء لإنقاذه."
وأضاف الشاهد الذي لا يمكن لـCNN تأكيد روايته بشكل مستقل أن مدينة درعا شبه مغلقة وقد نصبت فيها بعض المتاريس، كما وصلت حافلات نزل منها مسلحون مجهولون بالملابس المدنية.
من جانبه، قال شاهد آخر إن هناك دعوات لكل الناس في مدينة درعا من جهات حكومية للمشاركة في مسيرات ستجري الأربعاء تأييداً للنظام، وقال إن الموظفين الحكوميين تلقوا أوامر مباشرة للمشاركة تحت طائلة التعرض لعقوبات، مضيفاً أن المعارضين قرروا إخلاء الساحات غداً منعاً للصدام.
وأضاف الشاهد أن سكان درعا انتقلوا من الدعوة لإسقاط النظام إلى السؤال حول هوية الجهة التي تمتلك القرار الحقيقي، قائلاً إن المسؤولين يوجهون أوامر علنية لعدم إطلاق النار على المحتجين، بينما تطلق النار على الأرض، كما يتحدثون عن خطر الانقسام الطائفي في حين يُتهم أبناء درعا بـالخيانة."
وفي مدينة أنخل القريبة من درعا، قال شاهد ثالث لـCNN بالعربية إن قرابة 50 عنصراً من حزب البعث الحاكم من أبناء المدينة قدموا استقالتهم، وقد قام السكان بتكريمهم من خلال كتابة أسمائهم على لائحة علقت في ساحة المدينة التي تشهد اعتصاماً مستمراً.
وكان للشاهد من أنخل روايات مماثلة عن وصول حافلات تحمل عناصر أمنية باللباس المدني تقوم بالهتاف لصالح رموز النظام.
وكان مصدر سوري مسؤول قد نفى إطلاق نار على متظاهرين في درعا الاثنين، في الوقت الذي أعلن فيه نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، أن الرئيس بشار الأسد سيلقي كلمة هامة خلال اليومين القادمين، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا."
وقال الشرع في تصريحه الذي أدلى به عقب لقائه مع المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط، وو سكه، إن هذه الكلمة تأتي لتطمئن كل أبناء الشعب، بحسب الوكالة.
من ناحية ثانية وفي وقت سابق، نفت سوريا إطلاق النار على متظاهرين في مدينة درعا جنوبي البلاد، ونقلت الوكالة مصدر مسؤول نفيه "ما نقلته وسائل إعلام عن إطلاق النار من قبل قوات الأمن على متظاهرين في درعا، مؤكداً أن هذه الأنباء عارية عن الصحة."
وكانت السلطات السورية أعلنت الأحد، مقتل 10 أشخاص من قوات الأمن والمدنيين، "خلال اعتداءات نفذتها عناصر مسلحة" في مدينة اللاذقية خلال اليومين الماضيين، وذلك بعدما اتهمت مواقع للمعارضة السورية الأمن بفتح النار على محتجين في المدينة.
وتأتي هذه الحصيلة في وقت نقلت فيه وسائل إعلام عن ريم حداد المتحدثة باسم وزارة الإعلام السورية قولها إن "قانون الطوارئ في البلاد سيتم رفعه."
ونقلت "سانا" عن مصدر مسؤول لم تسمه، أن الاعتداءات التي شنتها عناصر مسلحة على أهالي وأحياء مدينة اللاذقية أدت كذلك إلى "مصرع اثنين من العناصر المسلحة، التي جابت شوارع المدينة واحتلت أسطح بعض الأبنية وأطلقت النار عشوائيا على المواطنين وبثت الذعر بين الأهالي."
وأصيب نحو 200 شخص، معظمهم من قوى الأمن، حسب الوكالة الرسمية، "في الاعتداءات التي طالت المنشآت والممتلكات العامة والخاصة والمؤسسات الخدمية والمحال التجارية في اللاذقية."