دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لقي سبعة أشخص على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات من المتظاهرين عندما حاولت قوات الأمن السورية منع تظاهرات خرجت في عدد من المدن السورية بعد صلاة الجمعة، وفقاً لما ذكره شهود عيان ونشطاء ومعارضون للنظام، فيما قالت مصادر سورية رسمية إن مسلحين أطلقوا النار على المواطنين وقوات الأمن ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
شهود العيان والنشطاء قالوا إن قوات الأمن السورية أطلقت النار على المتظاهرين في مدينة دوما، وقال أحد شهود العيان إن 6 أشخاص على الأقل قتلوا وكلهم من المتظاهرين، وتم نقلهم إلى مشرحة أحد المستشفيات.
وقال شهود عيان آخرون إن رجلاً قتل إثر إصابته برصاصة مطاطية في رأسه، وأصيب العشرات جراء إطلاق النار على المتظاهرين.
وقال أحد شهود العيان إن قوات الأمن هاجمت الآلاف عند المسجد الكبير في وسط مدينة دوما بالعصي الكهربائية وقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي.
وقال شاهد عيان آخر أصيب جراء ضربة بعصاً كهربائية ونقل إلى المستشفى: "لم أر في حياتي مثل هذا العنف: رجال يطلقون النار على حشد أعزل من السلاح من دون تفكير."
وفي محافظة درعا، خرج العشرات من المتظاهرين من عدد من القرى والبلدات متوجهين إلى بلدة الصنمين، ووصل عددهم إلى قرابة 25 الفاً عندما وصلوا بالقرب من نقطة تفتيش عسكرية خارج البلدة بحسب تقديرات شهود عيان، حيث كان يتواجد نحو ألف جندي مدججين بالسلاح، وأطلقوا النار في محاولة لتفريق المتظاهرين.
وأضاف شهود عيان آخرون إن شخصاً قتل في بلدة الصنمين في محافظة درعا بجنوب سوريا، واصيب نحو 10 آخرون بجروح.
وقال شاهد عيان لـCNN: "دماؤهم على قميصي، ونحن نحاول أن نحمي المصابين وأنتم تتكلمون معنا الآن."
غير أن إطلاق النار توقف عندما واصل المتظاهرون تقدمهم، وهم يهتفون "الشعب والجيش واحد" و"بالروح بالدم نفديك يا درعا."
وذكرت مصادر من المعارضة السورية نقلاً عن شهود عيان في حمص قولهم إن آلاف المتظاهرين تجمعوا حول مسجد في المدينة، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في العديد من المدن التي شهدت التظاهرات لتفريق المتظاهرين المحتجين، بحسب شهود العيان.
وكان نشطاء معارضون للنظام السوري قد تعهدوا بمواصلة الاحتجاجات في سوريا الجمعة للتعبير عن امتعاضهم من حكومة بشار الأسد، واندلعت تظاهرات في مدن درعا واللاذقية وحمص وبانياس والقامشلي، بحسب مصادر.
يشار إلى أن التوتر كان قد تصاعد جراء مقتل العشرات من المواطنين في درعا بجنوب سوريا واللاذقية الواقعة غربي البلاد.
وكانت السلطات السورية قد اتهمت من وصفتهم بـ"مجموعة مسلحة" بإطلاق النار على المواطنين وقوات الأمن في بلدة دوما القريبة من دمشق، وكذلك في حمص والبياضة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، في اتهام سبق لدمشق أن رددته بعد سقوط قتلى في احتجاجات ضد النظام الحاكم الأسبوع الماضي.
وفي دمشق، قال الناشط الحقوقي هيثم المالح، الذي اعتقل لسنوات بسبب معارضته للسلطات قبل الإفراج عنه مؤخراً بقرار عفو عام، إن بعض المصلين محاصرون في مسجد الرفاعي بمنطقة كفرسوسة قرب دمشق من قبل أعداد كبيرة من قوات الشرطة.
وأضاف المالح لـCNN بالعربية إن شيخ المسجد أقنع الناس بالخروج وأن أحداً لن يمس بهم، غير أن كل من كان يخرج كان يتعرض لضرب شديد وهناك أكثر من 50 جريحاً هناك، وقتيلين في درعا.