دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكد ناشطون حقوقيون لـCNN سقوط ما يزيد على 21 قتيلاً برصاص قوات الأمن السورية الجمعة، فيما أعلنت السلطات الرسمية مقتل خمسة عسكريين، نتيجة تعرضهم لإطلاق نار في مدينة "حمص"، شمالي العاصمة دمشق.
وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان السورية، عمار القربي، إن 15 قتيلاً على الأقل سقطوا نتيجة تعرضهم لإطلاق النار من قبل القوات الأمنية في حمص، بينما سقط ستة قتلى آخرون في مدينة "حماة"، شمال غربي سوريا.
في المقابل، ذكر مصدر عسكري، في بيان نقله التلفزيون الرسمي، أن "مجموعة إجرامية مسلحة باغتت اليوم (الجمعة) حاجزاً للجيش وقوات الشرطة والأمن، في غرب منطقة بابا عمرو، بالقرب من جسر السلطانية بحمص"، وسط سوريا.
وأضاف البيان أن المجموعة المسلحة "أطلقت الرصاص على عناصر الحاجز، ما أسفر عن استشهاد الضابط أحمد حلاق، وأربعة من عناصر الشرطة، هم المساعد أول جورج اليان، والشرطي محمد معروف، والشرطي بسام أبو العنز، والشرطي السائق ثائر جردو، ووقوع عدد من الجرحى."
وتابع البيان، الذي أوردته أيضاً وكالة الجمهورية السورية للأنباء "سانا"، قائلاً: "قامت المجموعة الإجرامية المسلحة بالتمثيل بأجساد الشهداء"، دون أن يفصح البيان عن سقوط أي ضحايا بين المدنيين.
وكان التلفزيون السوري قد أورد في البداية سقوط 11 قتيلاً خلال الهجوم على الحاجز الأمني، بينهم سبعة من أفراد الجيش وأربعة من عناصر الشرطة، إلا أنه عاد ليؤكد سقوط قتيل واحد وهو ضابط بالجيش.
إلى ذلك، قال شهود عيان وناشطون حقوقيون لـCNN الجمعة، إن وحدات مسلحة نظامية تقترب من مدينة بانياس الساحلية، التي كانت قد شهدت اعتصامات حاشدة ومظاهرات تدعو للتغيير الديمقراطي في البلاد، كما أشاروا إلى أن الجيش السوري لم يقم على أرض الواقع بتنفيذ ما أعلن عنه لجهة الانسحاب من درعا الجنوبية.
تأتي هذه التطورات وسط دعوات لمظاهرات ضمن ما أطلقت عليه المعارضة السورية عنوان "جمعة التحدي" في كافة أنحاء البلاد.
وقال شاهد عيان في مدينة بانياس أن عشرات الدبابات والمدرعات السورية، ووحدات من المشاة، ترافقها مجموعات من أجهزة الأمن السورية المختلفة، تتجمع عند المداخل الجنوبية والشمالية للمدينة.
وأضاف الشاهد، الذي طلب من CNN عدم كشف اسمه لأسباب أمنية، أن بانياس تعاني نقصاً كبيراً في المواد الغذائية والأدوية، وقد جرى تشديد المراقبة على مداخلها.
وأضاف: "بالأمس ذهبت لشراء الخبز من طرطوس (مدينة أخرى تقع شمالي بانياس) وقد أوقفتني نقطة تفتيش على الطريق، وصادرت مني الخبز ورمته على الأرض"، كما لفت إلى أن المدارس والمؤسسات الصناعية والتجارية متوقفة في المدينة منذ فترة طويلة.
ووسط حالة الترقب التي تسود سوريا كل يوم جمعة، مع خروج المطالبين بالحرية إلى الشوارع عقب الصلاة، نقلت وكالة "سانا" عن وزارة الداخلية قولها إنها "تهيب بالمواطنين، في الظروف الراهنة، المساهمة الفاعلة في إرساء الاستقرار والأمن ومساعدة السلطات المختصة في مهامها على تحقيق هذا الهدف الوطني، وذلك بالامتناع عن القيام بأي مسيرات أو تظاهرات أو اعتصامات تحت أي عنوان كان، إلا بعد أخذ موافقة رسمية على التظاهر."
ونبهت الوزارة إلى أن القوانين المرعية في سوريا "ستطبق خدمة لأمن المواطنين واستقرار الوطن"، على حد تعبير البيان.
وقالت الوزارة إن عدد الذين سلموا أنفسهم للسلطات ممن وصفته بـ"المتورطين بأعمال شغب" بلغ 361 شخصاً في مختلف المحافظات، وقالت إنه قد "جرى الإفراج عنهم فوراً بعد تعهدهم بعدم تكرار أي عمل يسيء إلى أمن الوطن والمواطن" بحسب تعبيرها.
وكانت منظمة العفو الدولية قد قدرت بأن أعداد القتلى في سوريا خلال الاحتجاجات الأخيرة قد تجاوز 500 قتيل، مضيفة أن العديد من المعتقلين يتعرضون للتعذيب والمعاملة السيئة في السجون.
ولفتت المنظمة إلى أن الآلاف اعتقلوا على خلفية المشاركة في مظاهرات احتجاجية شهدتها البلاد منذ 15 مارس/ آذار الماضي، كما شهدت عدة مناطق، بينها درعا، عمليات توقيف واسعة سبقتها اقتحامات للمنازل.