دمشق، سوريا (CNN) -- نفى فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، وجود عمليات قمع للمحتجين المطالبين بالتغيير السياسي في البلاد، قائلاً إن ما يجري هو "هجمات يشنها مسلحون على القوات الحكومية والمدنيين،" واتهم - في مقابلة خاصة مع CNN - من وصفهم بـ"الجماعات الدينية المتطرفة الممولة من الخارج" بتأجيج المظاهرات.
وقال المقداد في اللقاء الذي أجرته معه CNN في العاصمة السورية دمشق، إن تلك "المجموعات المتطرفة" مسؤولة عن إطلاق المظاهرات وزيادة زخمها، ولكنه امتنع عن توضيح هوية تلك الجماعات أو من يقف خلفها، كما لم يوفر معلومات إضافية حول تركيبتها أو أهدافها.
ورفض المقداد الأرقام التي تقدمها المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية حول أعداد القتلى، ونفى استخدام العنف ضد المحتجين، ملقياً بالمسؤولية على عاتق "الجماعات المسلحة،" ليكرر بذلك الرواية الرسمية لدمشق التي تصر منذ بداية الأحداث منتصف مارس/آذار الماضي على أن تلك "الجماعات" تقف وراء ما يجري.
ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 1600 شخص، معظمهم من المدنيين الذين شاركوا في الاحتجاجات، أما منظمة "هيومن رايتس ووتش" فتشير إلى سقوط 1337 قتيلاً في صفوف المحتجين.
وكانت الحكومة السورية قد رفضت طوال الأسابيع الماضية السماح لـCNN بدخول أراضيها، ولكنها عادت وسمحت لمراسلين تابعين للشبكة بدخول أراضيها الخميس، وقد أجازت السلطات السورية للمراسلين بتصوير لقطات في الشارع، بحضور مرافقين أمنيين.
وتحجج "المرافقون" بعدم تلقيهم لتصاريح لاصطحاب الطاقم إلى مناطق التوتر، وأخذوهم في جولة في دمشق القديمة، وما أن لوحظ تواجد الفريق التلفزيوني في المنطقة حتى برز فجأة حشد من عشرات السوريين وهم يرددون شعارات مؤيدة للحكومة، ويحملون لافتات وصوراً للأسد.
وجاءت المقابلة بعد ساعات من مظاهرات دامية جديدة جرت تحت عنوان جمعة "سقوط الشرعية" التي شارك فيها عشرات الآلاف في مختلف المدن السورية، وسقط خلال المسيرات 20 قتيلاً، وفق منظمات حقوقية قالت إن القتلى تعرضوا لإطلاق نار من قوى الأمن، في حين أعلنت وسائل إعلام رسمية سورية عن سبعة قتلى من مدنيين وعناصر أمن.
وقالت "اللجان التنسيق المحلية في سوريا" إن من بين القتلى خمسة شباب بينهم 3 في سن الـ17 عاماً، قتلوا أثناء مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين المناهضين للحكومة في كل من "الكسوة" و"درعا" و"حمص"، و"القصير" فضلاً عن "حماة."
وتزيد تصرفات الحكومة السورية حنق المجتمع الدولي، فقد أصدر قادة الاتحاد الأوروبي في بيانهم الختامي الجمعة إدانة شديدة اللهجة لدمشق التي اتهموها بأنها "وضعت شرعيتها موضع تساؤل" بسبب قمع الاحتجاجات.
وجاء في بيان قادة الاتحاد الأوروبي "إدانة بأشد التعابير للقمع المستمر والعنف المثير للصدمة وغير المقبول الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه."
وكشف البيان الأوروبي عن طبيعة الحزمة الثانية من العقوبات المشددة التي فرضت على سوريا قبل أيام، والتي تشمل تجميد أصول أربع شركات وسبعة أشخاص، بينهم ثلاثة من قادة الحرس الثوري الإيراني، بينهم رئيس الحرس، الفريق علي الجعفري، على خلفية اتهامهم بتقديم الدعم المباشر لدمشق في قمعها للمحتجين.