دمشق، سوريا (CNN)-- أكد فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري، أن على الحكومة الاعتراف بأنه من دون التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب السوري من القتلى والجرحى المدنيين والعسكريين، لم يكونوا ليتمكنوا من عقد جلسات الحوار الوطني، مؤكداً أن الأجواء لا زالت مريبة بعض الشيء، فالحكومة تقول إنها تعمل حاليا على إعادة الثقة بينها وبين الشعب.
من ناحيتها، قالت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري: "أعتقد أنكم إذا تحدثتم إلى المشاركين فستجدون أن معظمهم سيؤكدون ثقتهم في أن الحكومة جادة هذه المرة في الإصلاح والتغيير."
إلا أن جانباً من المعارضة يؤكد عدم جدوى إقامة هذه الحوارات، إلا إذا توقف العنف بالكامل، فهم يؤكدون أن أكثر من 1400 شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات قبل أربعة أشهر.
فالكثير من ممثلي المعارضة رفضوا المشاركة في الحوار الوطني، كلؤي حسين، الذي يشكك في النوايا الحقيقية للحكومة، خصوصاً وأنه قضى عدة سنوات في السجن بسبب آرائه.
يقول حسين: "حين وجهوا الدعوة لنا للمشاركة في الحوار الأسبوع الماضي، قاموا بحبس وقتل عشرات الأشخاص، لذا فالحكومة أثبتت أنها غير جادة في أي حل سياسي."
غير أن الحكومة تؤكد عكس ذلك، ملقية اللوم على من أطلقت عليهم العصابات المسلحة، إذ تقول بثينة شعبان: "لا نريد شيئاً سوى أن نستيقظ صباحاً ونجد سوريا خالية من مظاهر العنف، وهذا يتطلب من الجميع المشاركة في الحوار والإيمان بنتائجه."
الطيب تيسيني، أحد أفراد المعارضة الذين حضروا الحوار الوطني، أكد أنه حضر لسماع إجابة واحدة من الحكومة على سؤال طرحه، ألا وهو: "هل فعلاً لديكم برنامج للإصلاح.. أم أنكم تستغلون الوقت الآن للمزيد من القتل والاستبداد؟"
ويؤكد تيسيني أن الحكومة لطالما قالت نعم للإصلاح، ولكن هذه النعم يجب أن تترجم يوماً ما إلى واقع.