بكين، الصين (CNN) -- سعت بكين الاثنين إلى استغلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، لطمأنة واشنطن حيال التطور السريع في قدراتها العسكرية، والتي باتت مصدر قلق كبير للغرب، فأكد وزير الدفاع الصيني، ليانغ كوانغ لي، في مؤتمر صحفي مشترك مع غيتس، أن تنمية العتاد العسكري في الصين "لا يستهدف دولا أخرى ولا يشكل تهديدا."
وجاء موقف ليانغ رداً على طرح مراسل أمريكي، سأله عمّا إذا كانت الصين تريد مواجهة النشاط العسكري الأمريكي في آسيا من خلال تطوير الأسلحة، فرد الوزير الصيني بالقول إن تطوير بكين لقواها العسكرية والتسلحية "إنما جاء لتلبية مطالب سيادتها وأمنها."
ورأى ليانغ أنه رغم التقدم العسكري الصيني، إلا أن بكين تشعر بأنها "مازالت متأخرة كثيرا عن الدول المتقدمة من حيث الأسلحة،" ورفض بشكل قاطع ما يقال عن أن التنمية العسكرية للصين تشكل تهديدا لأحد، ودعا الدول الأخرى للحكم على التنمية العسكرية للصين "بشكل موضوعي."
ونقلت وكالة شينخوا الرسمية الصينية للأنباء عن ليانغ أمله بأن تساعد المحادثات العسكرية بين الصين والولايات المتحدة في تعزيز علاقات عسكرية صحية ومطردة بين الدولتين، وشدد على أن بكين وواشنطن تتطلعان نحو الزيارة التي سيقوم بها بعد أسبوع الرئيس الصيني هو جين تاو للولايات المتحدة.
من جانبه، شدد غيتس على أن التعاون والحوار "في مصلحة الأمن القومي لكل من الصين وأمريكا،" وأضاف أنه هناك "الكثير من المجالات ذات الاهتمام المشترك،" وأقر أنه سيكون هناك اختلافات في وجهات النظر بين البلدين، ولكنه اعتبر أن الطريقة الأفضل لحلها هي عبر "الحوار والمناقشات والشفافية."
تعتبر زيارة غيتس للصين تأتي لتحسين العلاقات العسكرية بين الدولتين، والتي شهدت فتورا خلال العام الماضي، بلغ ذروته بعد قرار البنتاغون بيع أسلحة تقدر بحوالي 6.4 مليارات دولار لتايوان، التي تصر بكين على تبعيتها لها.
وكان غيتس قد استبق زيارته إلى الصين بالحديث عن جهود التطوير العسكرية الصينية، فقال إن بكين، وخلافاً لتوقعات الاستخبارات الأمريكية، ربما قطعت شوطاً كبيراً في تطوير أول طائرة مقاتلة شبح غير قابلة للرصد بالرادار.
وكانت تقارير عسكرية قد أشارت مؤخراً إلى مجموعة من الصور يقال إنها متعلقة بمشروع سري ترعاه بكين لتطوير أول طائرة شبح تعرف بـJ-20، ستكون الأولى من نوعها من إنتاج محلي.
وقال غيتس لحشد من الصحفيين: "أعتقد ما رأيناه أنهم تقدموا في تطوير الطائرة بصورة أبعد مما تكهنت استخباراتنا في وقت سابق."
وكان وزير الدفاع الأمريكي قد رجح، في وقت سابق، إنزال المقاتلة الصينية الحديثة إلى الخدمة ما بين عام 2020 أو 2025، وهو إطار زمني ستمتلك خلاله الآلاف من الطائرات المقاتلة المماثلة، مقابل "حفنة" من إنتاج صيني.
ويعتقد محللون أن المقاتلة الشبح "J-20""، تمتلك ذات القدرة التخفي عن أجهزة الرادار لطائرات مقاتلة من الجيل الخامس تنتجها الولايات المتحدة وهي "F-22" و "F-35"، إلا أن وزير الدفاع الأمريكي شكك في تلك المزايا بقوله: "هناك تساؤلات بشأن مدى قدرتها على التخفي من الرادار."
ويرى خبراء أن الطائرة الشبح الصينية تعكس القدرات العسكرية والصناعية والمالية المتنامية للصين والتي ستسمح لها بصناعة طائرة شبح قادرة على قهر الطائرات الأمريكية المماثلة التي تعتمد تكنولوجيا قديمة جرى تطويرها قبل أكثر من عقدين من الزمن.
وأبدى غيتس قلقه بشأن التقدم الصيني في تطوير صواريخ باليستية مضادة للسفن قد تستهدف السفن الأمريكية في المنطقة."
وأضاف قائلاً: "من الواضح لديهم إمكانية تعريض بعض قدراتنا في خطر، وعلينا الإنتباه إلى ذلك، وعلينا الرد بشكل مناسب ببرنامجنا الخاصة."
وتابع: "أمل من خلال الحوار الإستراتيجي خفض الحاجة إلى هذه القدرات."
وتأمل واشنطن أن تحقق زيارة غيتس التي تستمر حتى الأربعاء تقدما بشأن قضايا أمنية شائكة بين الجانبين، من بينها إيران وكوريا الشمالية، ومطالبة بكين بالشفافية بشأن برنامجها العسكري.