دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تناولت الصحف العالمية الصادرة السبت مجموعة من التطورات، كما حفلت بالتحليلات حول الأوضاع في تونس وإمكانية امتدادها لأكثر من دولة، إلى جانب التوتر في لبنان بعد سقوط الحكومة، وقيام جندي بريطاني بتحطيم الرقم القياسي لتفكيك القنابل بأفغانستان، إلى جانب الدرس الذي قدمه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ولم تتعلمه إسرائيل.

غارديان

صحيفة غارديان أفردت حيزاً من صفحتها الأولى لمقال للكاتب أيان بلاك، توقع فيها أن يكون انهيار نظام الرئيس التونسي (الغائب) زين العابدين بن علي، مقدمة لموجة تشبه الدومينو من الأحداث التي قد تزعزع أوضاع دول أخرى في المنطقة.

وقال بلاك إن أصداء ما جرى في تونس تتردد في كامل أرجاء العالم العربي الذي يراقب الأوضاع بذهول، خاصة بعد سقوط أحد أقوى أنظمة المنطقة، وأضاف: "لقد كتب أحد المدونين المصريين قائلاً إن جميع القادة العرب يراقبون الأوضاع في تونس برعب شديد، بينما يشاهد كل مواطن عربي ما يجري بعين التعاطف والتضامن من التونسيين."

وتابع بلاك قائلاً: "من وجهة نظر العالم العربي، فإن المشاكل التونسية تشبه مشاكل دول أخرى، الجزائر التي شهدت مظاهرات مماثلة كانت محمية بثروتها الكبيرة من تصدير النفط، ولكن مع ذلك فإن دخل تونس والجزائر أكبر بمقدار الضعف من دخل دول مثل سوريا ومصر والمغرب."

ولم يفت بلاك الإشارة إلى أن نسبة البطالة في الدول العربية هي 14.5 في المائة، بينما النسب العالمية لا تتجاوز 5.7 في المائة.

تيلغراف

صحيفة تلغراف من جهتها تحدثت عن الأوضاع التي يواجهها جنود الجيش البريطاني في أفغانستان، فأشارت إلى أن إحدى الوحدات المختصة بتفكيك القنابل حطمت الرقم القياسي بعدما فككت خلال عملية واحدة 12 عبوة ناسفة من النوع الخارق للدروع كانت مزروعة على جانبي طريق لا يتجاوز طوله 300 متر.

وبحسب الصحيفة، فإن العبوات كانت في منطقة هلمند، على طريق معروفة باسم "باندي برق" وقد تراوحت أوزانها بين 5 و15 كيلوغرام، وكانت تستهدف الأفراد والآليات.

وأشرف على عملية التفكيك عنصر يدعى أيان مارتن، ويبلغ من العمر 39 عاماً، وقد علق على هذا "الإنجاز" للصحيفة بالقول: "كان هناك تنوّع كبير في العبوات وهي كلها على مسافة متقاربة، ما يمثل الكثير من التحدي بالنسبة لنا."

نيويورك تايمز

من جانبها، سعت صحيفة نيويورك تايمز لتناول الوضع اللبناني المضطرب بدوره، بعد استقالة وزراء المعارضة من حكومة سعد الدين الحريري ونجاحهم بإسقاطها، وذلك تحت عنوان "بالنسبة للبنان.. الأزمات أسلوب حياة."

ونقلت الصحيفة آراء الشارع اللبناني، وعبّر الكثير من الأشخاص عن عدم مبالاة حيال الأزمة الراهنة، باعتبار أن البلاد عاشت سنوات حرب مدمرة كانت خلالها الأمور تصل إلى ذروة الصراع في يوم ما، ثم تعود للهدوء في اليوم التالي.

وأضافت الصحيفة أن سقوط الحكومة لم يدفع رئيسها سعد الدين الحريري  لخطوات عاجلة، بل إنه استمر في جولته الدولية، ولم يعد إلى البلاد إلا الجمعة، بعد زيارة إلى واشنطن وباريس.

هآرتس

صحيفة هآرتس الإسرائيلية تناولت في مقال تحليلي عنوان "درس صدام الذي لم تتعلمه إسرائيل بعد" فقالت إنه خلال حرب الخليج تمكن الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، من استغلال الخوف الإسرائيلي لشل البلاد بصواريخ سكود لم تحدث الكثير من الأضرار، ولكنها دفعت عشرات الآلاف للفرار والتوقف عن العمل.

وأضافت أن هذه الصواريخ كشفت ضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية وهشاشة وضع المدنيين فيها، ولم تتمكن إسرائيل حتى الساعة من حل هذه المعضلة، بدليل ما جرى خلال المواجهات مع حزب الله وفرار عشرات الآلاف من بيوتهم، ما تسبب بشل السير على الطرقات- حتى للسيارات العسكرية - وبرهن عن ضعف نظام الحماية الاجتماعية.

وخلصت الصحيفة إلى القول بأن القوات العسكرية الإسرائيلية ما زالت تدرس، رغم كل هذه السنوات، سبل معالجة هذه المشاكل المتعلقة بالجبهة الداخلية، خاصة في حالة اندلاع مواجهة جديدة مع حزب الله أو حركة حماس.