من لقاء سابق بين الرئيسين

بكين، الصين (CNN) -- غادر الرئيس الصيني، هو جنتاو، بكين مساء الثلاثاء، في طريقه إلى الولايات المتحدة، حيث من المرتقب أن يجمعه لقاء مع نظيره الأمريكي، باراك أوباما، في اجتماع حرصت وسائل الإعلام الصينية على وصفه بأنه "تاريخي،" بينما تحاول الأوساط الأمريكية التكهن بما سيكون في جعبة أوباما الذي سيحاول إظهار مواقف واشنطن بصلابة.

وتكمن مشكلة أوباما في عدم قدرة الولايات المتحدة واقعياً على فرض رغباتها على العملاق الصيني بسبب حاجتها لقدراته المالية الضخمة واستثماراته في سندات الخزينة، وفي الوقت عينه، فإنها عاجزة عن تركه يتمدد عالمياً، على الصعيدين السياسي والعسكري.

وتمسك الصين الاقتصاد الأمريكي من عنقه بفضل استثمارات تبلغ تريليون دولار في سندات الخزينة الأمريكية، وتربطها بواشنطن علاقات تجارية يبلغ حجمها 400 مليار دولار، هي في معظمها مواد مصدرة من الصين إلى السوق الأمريكية.

كما أنها باشرت في الدخول اقتصاديا وسياسياً إلى مناطق كانت معاقل نفوذ تاريخية للولايات المتحدة وسائر الدول الغربية، مثل أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتتوزع تلك المشاريع على دول مثل فنزويلا والسودان وزمبابوي وبورما وإيران، التي تمتنع الولايات المتحدة عن دخول أسواقها بسبب الخلافات السياسية معها.

وترغب واشنطن من الصين تقديم "توضيحات" حول مشاريعها العسكرية الطموحة، والتي لم تقتصر على تطوير قدرات صاروخية ونووية، بل امتدت إلى تنمية قدرات تضمن لها نفوذاً دولياً في مجالات الفضاء وأعالي البحار.

وتسعى الولايات المتحدة لإقناع الصين أيضاً بأن تقوم بالضغط على كوريا الشمالية وإيران لتلبية المطالب الدولية المتعلقة ببرامجهما النووية.

وقد استغلت بكين زيارة وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، إليها الأسبوع المنصرم، لعرض عضلاتها العسكرية عبر إجراء تحليق اختباري لأول طائرة "شبح" صينية غير قابلة للرصد، ما دفع الولايات المتحدة للتساؤل بشأن مغزى التوقيت.

ويعتقد محللون أن المقاتلة الشبح "J-20""، تمتلك ذات قدرة التخفي عن أجهزة الرادار لطائرات مقاتلة من الجيل الخامس تنتجها الولايات المتحدة، وهي "F-22" و "F-35"، إلا أن وزير الدفاع الأمريكي شكك في تلك المزايا بقوله: "هناك تساؤلات بشأن مدى قدرتها على التخفي من الرادار."

ويرى خبراء أن الطائرة الشبح الصينية تعكس القدرات العسكرية والصناعية والمالية المتنامية للصين، والتي ستسمح لها بصناعة طائرة شبح قادرة على قهر الطائرات الأمريكية المماثلة التي تعتمد تكنولوجيا قديمة جرى تطويرها قبل أكثر من عقدين من الزمن.

وتوقعت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا" أن تجذب زيارة جنتاو اهتمام العالم أجمع، إذ يتوقع أن تشهد الزيارة وضع مخططات للعلاقات الصينية - الأمريكية المستقبلية في العهد الجديد مع أوباما، والقيام بتبادلات شاملة وعميقة لوجهات النظر مع القادة الأمريكيين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأقرت الوكالة الصينية بأن العلاقات بين البلدين "شابها بعض التصدعات والاحتكاكات، كان بعضها في الاقتصاد والتجارة، وشمل البعض الآخر قضايا حساسة مست السيادة ، والأمن، وسلامة الأراضي،" ولكنها أضافت أن على الدولتين معالجة الخلافات من خلال الحوار والمفاوضات القائمة على قواعد المساواة.