واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- بعد أقل من يومين على إعلان السلطات الأمريكية عن تحديد موعد عقد جلسة استماع مبدئية للمتهم بتفجير السفينة الحربية "كول"، أمام لجنة عسكرية في قاعدة "غوانتانامو"، أواخر الشهر الجاري، عادت وزارة الدفاع "البنتاغون" لتعلن عن تأجيل الجلسة لأسبوعين آخرين.
وبحسب الموعد الأول، الذي أعلنته الوزارة أواخر الأسبوع الماضي، فإن اللجنة العسكرية كان من المقرر أن تستمع للمشتبه به، عبد الرحيم حسين محمد الناشري، وهو سعودي الجنسية، في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ولكن التأجيل الجديد يعني أن الناشري لن يمثل أمام اللجنة قبل التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ولم تكشف البنتاغون عن سبب تأجيل أولى جلسات الاستماع للمتهم بتفجير المدمرة الأمريكية، أثناء تواجدها بميناء "عدن" في اليمن عام 2000، والذي يقول محاموه إن محاكمته تأخرت كثيراً، إلا أن أنباء أشارت إلى أن التأجيل ربما بسبب "مشكلة" في جدول أعمال فريق الإدعاء.
وتتهم واشنطن الناشري، أحد أبرز سجناء معتقل غوانتانامو، ضمن "مجموعة الـ16" التي تضم أبرز سجناء تنظيم القاعدة، في السجن العسكري بخليج كوبا، بأنه المخطط الرئيسي للهجوم على السفينة "كول"، الذي أسفر عن مقتل 17 بحاراً وإصابة العشرات، كما نجم عنه تضرر البارجة الحربية بشكل بالغ.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، أوصت لجنة عسكرية أمريكية بإنزال حكم الإعدام بالناشري، فيما يطالب فريق الدفاع بإسقاط التهم عنه بدعوى التأخير في محاكمته، بجانب تعرضه لـ"انتهاكات"، تضمنت استجوابه بتقنية "الإيهام بالغرق"، وتعرضه وعائلته للتهديد، مما قد يجعل من توفير محاكمة عادلة له أمر في غاية الصعوبة.
ومن المقرر أن يتم نقل وقائع الجلسة بواسطة دوائر تلفزيونية مغلقة للصحفيين في قاعدة عسكرية قرب واشنطن، وذلك ضمن مسعى من البنتاغون للحصول على قبول شعبي للجنة العسكرية وإضفاء الشفافية عليها، كما يُتوقع، وهو ما لم يتم تأكيده بعد، أن يتاح لأسر ضحايا "كول" متابعة الجلسة في موقع منفصل.
وتقول السلطات الأمريكية إن الناشري كان يقود مجموعات تنظيم القاعدة في خليج عدن حتى اعتقاله عام 2002، وهي تعتقد أنه مسؤول أيضاً عن الهجوم الفاشل على المدمرة الأمريكية "سولفنز."
وقد سبق للناشري أن قال إنّه تعرّض للتعذيب من أجل انتزاع اعتراف بالمسؤولية عن هذا الهجوم، وغيره من العمليات، وفقاً لنصّ استجوابه الذي كشف عنه البنتاغون في وقت سابق، وذكر أنّه اضطر إلى اختلاق قصص حتى يتم التوقف عن تعذيبه.
واعترفت وكالة الاستخبارات الأمريكية بأنها مارست أسلوب "الإغراق" الوهمي على الناشري في مكان سري عام 2002، وأنّ الأشرطة التي توثّق ذلك تمّ إتلافها عام 2005.