الأمم المتحدة (CNN)-- وجهت إيران رسائل تحذير شديدة اللهجة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ورئيس الجمعية العامة للمنظمة الدولية، من الموافقة على مشروع قرار قدمته المملكة العربية السعودية، لإدانة الجمهورية الإسلامية على دورها بـ"مؤامرة" تستهدف اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة، عادل الجبير، والتي كشفتها السلطات الأمريكية الشهر الماضي.
ويدين مشروع القرار السعودي، كافة أعمال الإرهاب والاعتداء على الدبلوماسيين، "الواردة في تلك المؤامرة"، كما يتضمن القرار رسالة ملاحظات من السلطات الأمريكية ذكرت "المؤامرة الإيرانية" بالاسم، كما يطالب القرار السلطات الإيرانية بـ"الوفاة بكافة التزاماتها بموجب القانون الدولي"، والتعاون في تقديم المتورطين في تلك المؤامرة المزعومة إلى العدالة.
وقال متحدث باسم بعثة المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة إنه من المتوقع أن يتم توزيع مشروع القرار على أعضاء المنظمة الدولية خلال اجتماع يُعقد بعد ظهر الأربعاء، ومن المرجح أن يجري التصويت عليه أمام الجمعية العامة في وقت لاحق الجمعة.
ووصف مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، محمد خزاعي، الإجراء السعودي بأنه "خطوة غير مسبوقة، وبدعة خطيرة، وغير مقبولة تمس بمصداقية الأمم المتحدة"، كما هاجم الولايات المتحدة بقوله إن "أمريكا، ومن خلال تقديم هذه المسودة، التي تستند إلى مزاعم واهية، ضد عضو آخر بالأمم المتحدة، لا تفكر سوى بدفع سياساتها الضيقة إلى الأمام، عبر استغلال هذه المؤسسة الدولية.
وقال خزاعي، في رسالته إلى الأمين العام للمنظمة أوردتها محطة تلفزيون "العالم" الإيرانية، إنه "لم يكن من المقرر أن تسمح الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقديم مسودة قرار أُعدت بادعاءات واهية لا أساس لها من الصحة."
وتابع المسؤول الإيراني أنه "لو أرادت هذه المنظمة أن تسمح لأي دولة كي تقدم مسودة قرار بشأن أي موضوع غير موثوق به، مثلما قدمتها أمريكا، لتحولت هذه المنظمة في المستقبل، إلى مكان لطرح ادعاءات واهية وغير صحيحة، بدلاً من أن تكون مؤسسة لتعزيز التعاون والتناغم والتضامن بين الأعضاء."
يُذكر أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، كان قد حذر في وقت سابق من مغبة القيام بأي عمل "تخريبي أو مؤذ" ضد بلاده، على خلفية اتهامها بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، عادل الجبير، قائلاً إن طهران سترد "بحزم، وبكل ما تستطيع من قوة، سواء جاء التحرك بطابع "سياسي أو أمني."
وأعلنت السلطات الأمريكية منتصف أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، أنها أحبطت "مخططاً إرهابياً داخل الولايات المتحدة، يبين تورط إيران فيه"، بحسب ما ذكر مسؤول أمريكي رفيع لـCNN، وذكرت أن "المؤامرة" تمت بتوجيه من عناصر في الحكومة الإيرانية، وتستهدف اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن.