CNN CNN

"بوكو حرام" و"القاعدة" تجدان أرضا خصبة في نيجيريا

الاثنين، 05 كانون الأول/ديسمبر 2011، آخر تحديث 16:00 (GMT+0400)

أبوجا، نيجيريا (CNN) -- مع تزايد أعمال القتل في نيجيريا خلال الأشهر الماضية، يرى محللو الاستخبارات الغربية أن البلاد يمكن أن تكون بيئة خصبة لتنظيم القاعدة والمجموعات التابعة له في أفريقيا.

فبعد الهجمات الدامية التي جرت قبل نحو أسبوعين، والتي يعتقد أن تنظيم "بوكو حرام،" يقف خلفها يرى محللون أن هذه الجماعة لها صلات بتنظيم القاعدة ويمكن أن تتطور إلى استضافة التنظيم في تلك المنطقة.
     
وفي غضون عامين، أصبحت "بوكو حرام" مسؤولة عن عشرات من الهجمات في نيجيريا وخارجها، حيث تشمل أهدافها نقاط الشرطة والكنائس، والأماكن المرتبطة بـ"النفوذ الغربي."

ويبدو أن السلطات النيجيرية غير قادرة على محاصرة جماعة "بوكو حرام،" والحد من تأثيرها، ما يثير قلق الدول المجاورة وقيادة القوات الأمريكية في أفريقيا.

وحتى عام 2009، تبنت مجموعة "بوكو حرام،" نهجا يشبه إلى حد بعيد نهج حركة طالبان الأصولية، إلا أنها لم تكن تدافع عن العنف، ولكنها كانت معادية للقيادات المسلمة في نيجيريا قائلة إنها "تحابي الكفار."

ومن أبرز المنظرين لجماعة "بوكو حرام" محمد يوسف الذي قتل عام 2009، والذي كان يصر على التطبيق الصارم للشريعة الإسلامية في شمال نيجيريا، بحجة أن الأغنياء والنافذين تملصوا من تطبيق الشريعة رغم اعتمادها رسميا في الولايات ذات الأغلبية المسلمة.

ولاقت رسالة يوسف صدى لدى الآلاف من المسلمين المهمشين، وساعدت "بوكو حرام،" التي تنتقد الانتشار العميق لعدم المساواة والانقسامات الدينية في الشمال والجنوب، على استقطاب أعضاء جدد.

واتهمت القوات الأمنية المجموعة بالتخطيط لإقامة الجهاد المسلح في نيجيريا، وتجميع الأسلحة، بما في ذلك المتفجرات والقنابل اليدوية، وشراء الأراضي لاستخدامها في التدريب شبه العسكري.

وتسببت الحملة الأمنية على أعضاء الجماعة، بفتح خط للاتصال بين "بوكو حرام" وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

ووفقا لمسؤولين أمريكيين، فإن المجموعة عقدت شراكة مع تنظيم القاعدة واستفادت من خبراته في العمليات الانتحارية المتطورة.

وقال السفير أنتوني هولمز المساعد المدني لقيادة القوات الأمريكية في أفريقيا "نعلم أن هناك اتصالات متكررة على نحو متزايد بينهما، وفي الواقع فإن تدريب أعضاء بوكو حرام يتم من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهذا مصدر قلق كبير."

وأظهر استطلاع عالمي لمركز بيو للأبحاث أجري في عام 2009، أن نحو 54 في المائة من المسلمين النيجيريين لديهم ثقة في زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، وهي أعلى نسبة سجلها الاستطلاع.

وتعززت قوة وسمعة "بوكو حرام" قبل نحو عام عندما تمكنت من تحرير مائة من أعضائها من سجن شمال شرق بوتشي في نيجيريا، لكنها هذا العام بدأت تبحث عن آفاق جديدة، بما في ذلك العاصمة أبوجا.

ففي يونيو/حزيران، نفذت المجموعة أول تفجير انتحاري لها، مهاجمة مقر الشرطة الوطنية، وبعد ذلك بنحو شهرين، أرسلت سيارة ملغومة إلى المقر الرئيسي للأمم المتحدة في أبوجا، ما أسفر عن مقتل 23 شخصا.

وفي فيديو صدر عن "بوكو حرام" ظهر الانتحاري الذي نفذ الهجوم، وأشاد بأسامة بن لادن وأشار إلى مقر الأمم المتحدة على أنه "المحفل العالمي للشر."

والشهر الماضي، أصدرت البعثة الأمريكية في نيجيريا تحذيرا للأمريكيين، قائلة إن الهجمات قد تكون وشيكة في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد.

وقالت البعثة في بيان "بعد هجمات بوكو حرام الأخيرة، التي تعرف أيضا باسم حركة طالبان النيجيرية في بورنو ويوب، فإن السفارة الأمريكية لديها معلومات بأن بوكو حرام قد تخطط لمهاجمة عدة مواقع وفنادق في أبوجا خلال عطلة عيد الأضحى."

والأهدف المحتملة ربما تتضمن "فندق شيراتون، وفندق هيلتون ترانسكورب، وفندق نيكون لكجوري، وفقا للسفارة التي قالت إن موظفي الحكومة الأمريكية أعطوا تعليمات بتجنب هذه المواقع.

وتابعت السفارة "على اللمواطنين الأميركيين أن يتوقعوا مزيدا من نقاط تفتيش الجيش والشرطة، وحواجز إضافية على الطرق في أبوجا في المستقبل القريب."