واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- يمثل عبد الرحيم الناشري، المتهم بتفجير البارجة الأمريكية، "كول" باليمن، الأربعاء، أمام محكمة عسكرية بقاعدة غوانتانامو بعد تسعة أعوام من السجن دون محاكمة و12 عاماً من حادثة التفجير التي استهدفت السفينة الحربية أثناء تواجدها بميناء عدن باليمن عام 2000.
واختفى الناشري منذ اعتقاله عام 2002 حيث احتجزته الاستخبارات الأمريكية في منشآت سرية بالخارج قبيل نقله إلى القاعدة العسكرية بخليج كوبا.
وكان من المقرر أن يمثل الناشري، وهو سعودي الجنسية، أمام لجنة عسكرية في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، بيد أن البنتاغون لم يكشف عن سبب تأجيل أولى جلسات الاستماع للمتهم بتفجير المدمرة الأمريكية، أثناء تواجدها بميناء "عدن" في اليمن عام 2000، والذي يقول محاموه إن محاكمته تأخرت كثيراً.
ونقلت مصادر أن جلسة الاستماع قد تستغرق ساعة ومن المقرر أن تبدأ محاكمته العسكرية في غضون أشهر.
وانتقد قائد "كول" ساعة مهاجمتها، الكوماندور كيرك ليبولد، تأخر محاكمة الناشري قائلاً: "تحلت الطواقم والعائلات بالصبر طيلة 11 عاماً.. حان الوقت لتأخذ العدالة مجراها."
وتتهم واشنطن الناشري، أحد أبرز سجناء معتقل غوانتانامو، ضمن "مجموعة الـ16" التي تضم أبرز سجناء تنظيم القاعدة، في السجن العسكري بخليج كوبا، بأنه المخطط الرئيسي للهجوم على السفينة "كول"، الذي أسفر عن مقتل 17 بحاراً وإصابة العشرات، كما نجم عنه تضرر البارجة الحربية بشكل بالغ.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، أوصت لجنة عسكرية أمريكية بإنزال حكم الإعدام بالناشري، فيما يطالب فريق الدفاع بإسقاط التهم عنه بدعوى التأخير في محاكمته، بجانب تعرضه لـ"انتهاكات"، تضمنت استجوابه بتقنية "الإيهام بالغرق"، وتعرضه وعائلته للتهديد، مما قد يجعل من توفير محاكمة عادلة له أمر في غاية الصعوبة.
وفي حال القضاء بعقوبة الإعدام على الناشري، إذا ما تمت إدانته، فإنها ستكون أول عقوبة إعدام يصدرها نظام اللجان العسكرية منذ تشكيله.
ومن المقرر أن يتم نقل وقائع الجلسة بواسطة دوائر تلفزيونية مغلقة للصحفيين في قاعدة عسكرية قرب واشنطن، وذلك ضمن مسعى من البنتاغون للحصول على قبول شعبي للجنة العسكرية وإضفاء الشفافية عليها، كما يُتوقع، وهو ما لم يتم تأكيده بعد، أن يتاح لأسر ضحايا "كول" متابعة الجلسة في موقع منفصل.
وتقول السلطات الأمريكية إن الناشري كان يقود مجموعات تنظيم القاعدة في خليج عدن حتى اعتقاله عام 2002، وهي تعتقد أنه مسؤول أيضاً عن الهجوم الفاشل على المدمرة الأمريكية "سولفنز."
وقد سبق للناشري أن قال إنّه تعرّض للتعذيب من أجل انتزاع اعتراف بالمسؤولية عن هذا الهجوم، وغيره من العمليات، وفقاً لنصّ استجوابه الذي كشف عنه البنتاغون في وقت سابق، وذكر أنّه اضطر إلى اختلاق قصص حتى يتم التوقف عن تعذيبه.
واعترفت وكالة الاستخبارات الأمريكية بأنها مارست أسلوب "الإغراق" الوهمي على الناشري في مكان سري عام 2002، وأنّ الأشرطة التي توثّق ذلك تمّ إتلافها عام 2005.