كابول، أفغانستان (CNN)-- أطلقت السلطات الأفغانية مساء الأربعاء، سراح امرأة تمت معاقبتها بالسجن، بعد تعرضها للاغتصاب من قبل أحد أقاربها، بعدما أمر الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، بالإفراج عنها، بعدما حظيت قضيتها باهتمام واسع حول العالم.
وتلقت المرأة، التي تعرفها CNN فقط باسم "غولناز"، بغرض حماية هويتها، حكماً بالسجن لمدة 12 عاماً، حيث أدانتها المحكمة بتهمة "الزنا"، بعدما أبلغت عن تعرضها للاغتصاب، إلا أن المحكمة قررت لاحقاً تخفيض عقوبة السجن إلى ثلاث سنوات.
وفي أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تلقى الرئيس الأفغاني عريضة تحمل توقيع ما يقرب من خمسة آلاف شخص، يلتمسون الإفراج عن المرأة المغتصبة، وفي الثاني من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أصدر كرزاي أمراً بالعفو عن "غولناز."
وكان كرزاي قد منح حرية الاختيار للمرأة، إما أن تغادر السجن، أو أن تبقى بداخله، حرصاً على سلامتها، بعدما طلب من وزير العدل مقابلتها ومغتصبها، للتوصل إلى قرار نهائي بشأن ما إذا كانت تقبل بالزواج منه، وإيجاد طريقة قانونية لتسجيل طفلتها، التي وضعتها خلف القضبان.
وقال متحدث باسم الرئيس الأفغاني: "إذا أبلغت غولناز وزير العدل اليوم بأنها ستتزوج من الرجل، وأنها لن تواجه أي مشاكل بعد إطلاق سراحها، أو اقترحت طريقة أخرى للخروج من السجن دون أن تعرض حياتها أو حياة ابنتها للخطر، فسوف يصدر وزير العدل اليوم بياناً بإطلاق سراحها."
وتعرضت غولناز، البالغة من العمر 21 عاماً، للاغتصاب من قبل زوج ابنة عمها، قبل نحو عامين، ولم تتقدم ببلاغ فوري عن الواقعة خشية ردة فعل المجتمع الأفغاني المحافظ، غير أنها أجبرت على الإبلاغ عن الجريمة بعد أن ظهرت عليها بوادر الحمل.
وبالإضافة إلى عقوبة السجن، فقد أصدرت المحكمة أمراً بإرغامها على الزواج من مغتصبها، لكي لا تحمل طفلتها كذلك وصمة الجريمة.
وقبل أسبوع من صدور قرار رئاسي بالعفو عن غولناز، قال الناطق باسم المدعي العام الأفغاني، رحمن الله نذيري، لـCNN، إن عقوبة السجن بحق المرأة خفضت لثلاثة أعوام، نظراً لتخفيف عقوبة الزنا الأصلية.
وقال نذيري إن تباطؤ غولناز في الإبلاغ عن الجريمة هو السبب وراء سجنها، حيث تبقى لها عام واحد من العقوبة.