كابول، أفغانستان(CNN) -- يساعد برنامج أفغاني "ثوري" النساء في أفغانستان للحديث عن "المحرمات" من الإجحاف وقمع سوء المعاملة من قبل الأزواج والأهل من خلف "قناع."
وتستعرض الأفغانيات تجاربهن خلف قناع ملونين باللونين الأزرق، الذي يرمز للشودري أي رمز اضطهاد المرأة واللون الأبيض دليل البراءة، أمام لجنة من رجال دين ورجال قانون بالإضافة إلى ناشطين في مجال حقوق الإنسان.
وقال سامي مهدي، 28 عاماً، الذي يقف خلف البرنامج" "كما تعلمون في أفغانستان ، من الصعوبة للغاية على المرأة للحديث عن الصعوبات التي يواجهونها ومشاكلهن ، و
أعمال العنف التي تعترضهن في منازلهن. "
وتابع: رغبت دوماً في تقديم عرض مماثل لـ"القناع" في وسائلنا الإعلامية لكني لم أكن واثق بشأن المفهوم والقالب."
وروت "سارية" وهي تخفي اضطرابها وعواطفها وراء "النقاب" بصوت خافت تجربة زواجها قسراً في سن الـ15 عاماً من زوج يكبرها بـ43 عاماً له سجل جنائي حافل كمغتصب: " "كان لدي أحلام كثيرة عن حياتي..ولكن عندما رأيته اختفت تماما."
ورغم رفضها القاطع إلا أن الطفلة أصبحت زوجة خلال 72 ساعة.
وأضافت: "عندما أصغر أطفالي بسن أربعة أعوام، دأب زوجي على جلب الناس إلى منزلنا واغتصابهن."
وتابعت: "كان صغيري يسألني: من هؤلاء النساء؟ لم استطع البوح له بشيء.. فزوجي كان سيبرحني ضرباً."
واضطرت "سارية" للهرب برفقة أطفالها الثلاث من منزل الزوجة خشية من إيذاء والدها لابنته، وقالت إنها تعتقد اعتقاداً راسخاً بأن الزوج سيعمل على قتلهم جميعاً حال نجاحه في العثور عليهم."
ورغم المخاوف من ذلك إلا أن "سارية" قررت الظهور في "النقاب" بغرض التوعية من أجل مستقبل أفضل لأطفالها ونساء أفغانستان."
وأبدى مهدي تشككه في أي يحدث برنامجه علامة فارقة للضحايا، منوهاً: "النساء اللائي يأتين إلى هنا للتحدث عن الحياة أحيانا أنا شخصياً اعتقد أنهن ضحايا إلى الأبد."
إلا أنه استدرك قائلاً: يمكننا استخدام حياة هؤلاء الأفراد كمثال.. أنا واثق من قدرتنا على إحداث بعض التغييرات في حياة المرأة. وواثق من إمكانية تغيير عقلية الرجل الأفغاني."
وأظهر مسح أخير أجرته "مؤسسة الأبحاث القانونية للنساء والأطفال"، وهي منظمة غير حكومية، أن ما لا يقل عن 59 في المائة من الزيجات في أفغانستان تدخل في خانة زواج قسري، 30 في المائة منها في إطار "التبادل" يتم فيها تزويج النساء بغية المنفعة و17 في المائة منها تقدم فيها الزوجة كـ"تعويض" لجريمة ارتكبها رجل ضد عائلة أخرى.
ومن بين الأمثلة التي استعرضها البرنامج، حالة طفلة جرى تقديمها كزوجة لعائلة قتل شقيقها أحد أفرادها.
واختتم مهدي بالقول: "أثناء حديثها عن التعذيب والانتهاكات التي تعرضت لها في بيت الزوجية، لم يتمالك طاقم البرنامج من الإجهاش في البكاء.. هناك الكثير من الحقائق في أفغانستان وتصعقنا الحقيقة عند الحديث عنها علانية.. أنا شخصياً صعقت."