أنقرة، تركيا (CNN) -- واصل القادة الأتراك جهودهم لامتصاص حالة الغضب في البلاد بعد الغارة التي أودت بحياة 35 مدنياً كردياً عند الحدود مع العراق، فقد أعرب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، عن أسفه لما جرى، وقال إن الحادثة تركت "نتائج مؤسفة،" ووعد بإجراء تحقيق شامل في القضية.
وقال رئيس الوزراء التركي، خلال حوار مع الصحفيين في اسطنبول، إن القتلى هم من المهربين الذين كانوا ينشطون في إطار تهريب السجائر والوقود، ونصفهم تقريباً دون العشرين عاماً من العمر.
وأضاف أن الجيش التركي كان يراقب المنطقة لأنها تستخدم بشكل متواصل من قبل من وصفها بـ"المجموعات الإرهابية،" وقد أثارت قافلة القتلى شكوك أجهزة الأمن بسبب حجمها الكبير وكثرة الدواب المستخدمة لنقل البضائع.
من جانبه، وصف وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، الحادث بأنه "استثنائي" ودعا إلى التحقيق فيه وفق القانون، كما أدلى الرئيس التركي، عبدالله غول، بموقف مشابه
وتأتي تصريحات القادة الأتراك بعد انتقادات وجهتها المعارضة في الداخل، وكذلك حزب العمال الكردستاني، الذي دعا الأكراد إلى "الانتفاض" في وجه الحكومة الكردية.
ويخشى المراقبون أن يؤدي التصعيد العسكري المتبادل بين الجيش التركي والمسلحين الأكراد إلى تجدد القتال الدموي بين الجانبين وعودته إلى ما كان عليه قبل سنوات، علماً أن المواجهة المسلحة المستمرة بين الجانبين منذ عام 1984 أدت إلى مقتل أكثر من 30 ألف شخص.
وكانت الغارة قد وقعت في وقت متأخر من ليل الأربعاء، وقال يونس أوريك، المقرب من حزب "الديمقراطية والسلام" إنها جرت في جنوب شرق تركيا قرب الحدود مع العراق.
وذكر أوريك إن الضحايا من بلدتي "اورتاسو" و"غوليازي" الحدودية، مضيفاً: "هؤلاء الأشخاص يعبرون الحدود طيلة الوقت لقضاء احتياجاتهم الأساسية من الوقود والسكر"، فيما تناقلت تقارير أن المجموعة تعمل بالتهريب بين الحدود.
كما رجحت أخرى أن تكون الطائرات التركية قصفت القرويين في المنطقة ظناً منها أنهم متمردون من حزب العمال الكردستاني، الذي يشن هجمات على أهداف تركية قرب الحدود.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لقي 25 جندياً على الأقل من عناصر الجيش التركي مصرعهم، نتيجة سلسلة هجمات صاروخية، شنها مسلحون أكراد، استهدفت عدداً من المواقع العسكرية والأمنية في جنوب شرقي تركيا.
يُذكر أن حزب العمال الكردستاني يقاتل الحكومة التركية منذ نهاية العقد الثامن من القرن الماضي، وكانت مطالبه الأساسية تصل إلى حد الدعوة لانفصال الأقاليم التي يقطنها الأكراد، الذين يشكلون نحو 18 في المائة من سكان البلاد.