إسلام أباد، باكستان (CNN)-- بدأ الجيش الأمريكي في إخلاء إحدى القواعد الجوية في باكستان، بناءً على طلب من حكومة إسلام أباد، في أعقاب غارة شنتها قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، داخل الأراضي الباكستانية، أسفرت عن مقتل 24 جندياً باكستانياً.
وفي مقابلة مع محطة "وقت" التلفزيونية المحلية، قال السفير الأمريكي لدى إسلام أباد، كاميرون مونتر، إن الولايات المتحدة سوف تغادر قاعدة "شامسي" الجوية، في إقليم "بلوشستان"، جنوب غربي مدينة "كويتا"، بموجب الطلب الذي تقدمت به الحكومة الباكستانية.
وتستخدم الطائرات الأمريكية بدون طيار القاعدة الجوية في التزود بالوقود، وشن هجمات صاروخية على مواقع للعناصر المسلحة الموالية لتنظيم القاعدة أو حركة طالبان، التي تنشط في المناطق القريبة من الحدود مع أفغانستان، بحسب مصادر مطلعة على عمليات الطائرات بدون طيار.
وتعرضت العلاقات بين واشنطن وإسلام أباد، أبرز حلفائها في "الحرب على الإرهاب"، لضربة قوية في أعقاب الغارة التي شنتها مروحيات الناتو، في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأدت إلى مقتل 24 جندياً باكستانياً، قال الحلف إن الهجوم وقع "بطريق الخطأ"، بينما ذكرت إسلام أباد أنه كان "متعمداً."
وبحسب مسؤولين اطلعا على التحقيقات الأولية بشأن الغارة، فإن قوات أمريكية كانت تعمل إلى جانب القوات الأفغانية، عندما تعرضوا لإطلاق النار، مما دعا القوات إلى طلب الدعم الجوي، وقامت مروحيات الناتو بقصف أهداف داخل الجانب الباكستاني، يُعتقد أنها كانت مصدراً لإطلاق النار.
وفي وقت سابق، قال الناطق باسم قوات المساعدة الدولية لإقرار الأمن في أفغانستان "إيساف"، التابعة للناتو، الجنرال كارستن جاكوبسن، إن تطورات تقنية أثناء عملية شنها الناتو وقوات أفغانية قرب الحدود الشرقية لباكستان، "غير متضحة المعالم أحياناً"، كانت السبب وراء الهجوم.
وأضاف جاكوبسن، في مقابلة مع CNN قائلاً: "تطورات على أرض المعركة فرضت استدعاء دعم جوي، وهو على الأرجح ما تسبب في مقتل جنود على الجانب الباكستاني."
وكانت مصادر في الاستخبارات الباكستانية قد ذكرت، في تصريحات سابقة لـCNN، أن الجيش الأمريكي قام بإخلاء القاعدة نفسها، في أبريل/ نيسان الماضي، على خلفية أزمة مماثلة، جاءت في أعقاب غارة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار، أسفرت عن سقوط 25 قتيلاً على الأقل، مما أدى إلى تزايد الخلافات بين واشنطن وإسلام أباد.
في المقابل، أفاد مسؤول بالجيش الأمريكي لـCNN بـ"عدم وجود أي جنود أمريكيين في قاعدة شامسي الجوية في بلوشستان"، كما رفض الإجابة على سؤال حول ما إذا كان هناك أي تواجد للقوات الأمريكية في القاعدة الباكستانية في وقت سابق.