طهران، إيران (CNN)-- أطلقت السلطات الإيرانية السبت، سراح صحفيين ألمانيين، بعدما أدانتهما إحدى المحاكم بتهمة "التجسس"، لقيامهما بإجراء مقابلة مع نجل ومحامي إيرانية تواجه عقوبة الإعدام رجماً بالحجارة، بعد إدانتها بتهمتي "الزنا"، و"التآمر" لقتل زوجها.
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية نبأ إطلاق سراح الصحفيين الألمانيين، من السجن الذي كانا محتجزين فيه بمدينة "تبريز" شمال غربي إيران، مشيراً إلى أن عدداً من العاملين بالسفارة الألمانية في طهران اصطحبا الصحفيين أثناء خروجهما من السجن، ومن المتوقع أن يعودا إلى مقر السفارة في وقت لاحق السبت.
وكان الصحفيان ماركوس هيلويغ وجينس كوش قد صدر بحقهما حكم بالسجن 20 شهراً، إلا أن محكمة تابعة للثورة الإيرانية خففت الحكم ضدهما إلى غرامة مالية قدرها 50 ألف دولار لكل منهما، وفق ما ذكر تلفزيون "برس" الرسمي في إيران.
واعتقلت السلطات الإيرانية الصحفيين الألمانيين في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد مقابلتهما ابن ومحامي الإيرانية سكينة محمدي أشتياني، التي أدانتها محكمة إيرانية بتهمة "الزنا" عام 2006، وحكم عليها بالرجم حتى الموت.
وكانت إيران قد وجهت في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري رسمياً تهمة التجسس للصحفيين الألمانيين، ونقلت وكالة فارس للأنباء شبه الرسمية، عن مدير إدارة القضاء الإيراني، مالك أجدر شافعي، قوله إن "تقاريرهما والدعاية الموجهة في تبريز، أثبتت أنهما جاءا إلى البلاد لغايات التجسس."
جاءت الاتهامات الموجهة للصحفيين الألمانيين بعد يوم على ظهورهما على شاشة التلفزيون الإيراني، في برنامج من إنتاج القناة الثانية، واقتبس عن أحدهما قوله "إنهما" تعرضا للخديعة، لدخول إيران بصورة غير مشروعة، من قبل ناشطة في منظمة غير حكومية، تتخذ من ألمانيا مقراً لها، وهي منظمة "اللجنة الدولية المناهضة للرجم."
وقال الرجل الذي لم يعرف اسمه للتلفزيون الإيراني أن المتحدثة باسم المنظمة، مينا عهدي، "استغلت الصحفيين من أجل مكاسب شخصية"، إلا أن عهدي أنكرت الاتهامات بأن الصحفيين توجها إلى إيران، للعمل لصالح لجنة مناهضة الرجم.
وفي وقت لاحق، قالت أشتياني إنها تعتزم مقاضاة الصحفيين الألمانيين لإجرائهما مقابلة صحفية مع ابنها ومحاميها، وفقاً لما ذكرته قناة "برس تي في" الإيرانية الرسمية الناطقة بالإنجليزية.
كما أكدت أشتياني، التي سمح لها القضاء الإيراني بمقابلة ولدها في منزل العائلة خلال لقاء مع الصحفيين، أن وسائل الإعلام الغربية أساءت إليها والى بلدها عبر استغلال قضيتها، وفقاً لما ذكرته قناة العالم التلفزيونية الناطقة بالعربية على موقعها على الإنترنت.