دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تناولت الصحف العالمية الصادرة الأحد، الاضطرابات التي تشهدها بعض دول المنطقة وتأثيرها على المملكة السعودية، ومخاوف من "اختطاف" الجيش المصري لثورة الشباب وتنصيب "مبارك جديد" في السلطة عقب الإطاحة بالرئيس السابق، حسني مبارك، وتقديرات تشير إلى أن ثروة الرئيس التونسي المخلوع في كندا تتراوح بين 10 و20 مليون دولار.
نيويورك تايمز
مع انتشار مد الانتفاضات المؤيدة للديمقراطية في الشرق الأوسط، يشعر حكام المملكة العربية السعودية - متراس المنطقة الكبير المقاوم للتجديد الديني والسياسي، بالعزلة على نحو متزايد والقلق من أن الولايات المتحدة لم تعد الظهير الموثوق به، وفق ما نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين ودبلوماسيين.
المملكة العربية السعودية أقل عرضة للتحركات الديمقراطية من دول المنطقة الأخرى، وذلك بفضل ثروتها النفطية الهائلة، ومؤسستها الدينية النافذة وشعبية ملكها، ورغم ذلك فإن قادة الدولة اهتزوا على وقع الرحيل القسري للرئيس المصري، حسني مبارك، وهو حليف موضع تقدير ومقرب.
وهم يراقبون بقلق الاحتجاجات المتواصلة في الجارتين، البحرين واليمن، وهما دولتان تتشاركان الحدود مع المملكة على طول 1100 ميل، وهي مخاوف تضاف إلى قلق مزمن حيال الأوضاع في العرق، حيث عزز الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، مكانة إيران، العدو والخصم الأعظم للسعودية.
وقد عززت الوعكة الصحية التي ألمت مؤخراً بالعاهل السعودي، الملك عبدالله، 87 عاماً، المتوقع عودته إلى المملكة هذا الأسبوع بعد غياب دام أكثر من ثلاثة شهر للعلاج في الولايات المتحدة، الشعور بانعدام الأمان.
التلغراف
يتخوف المحتجون المنادون بالديمقراطية في القاهرة من إحباط الجيش لثورتهم بتنصيب مرشح كـ"مبارك جديد" في الانتخابات الرئاسية المقررة أواخر العام الحالي.
فالجنرالات الذين يديرون شؤون مصر الآن من معارضي الإصلاح بقوة ويتشبثون بصلابة بالامتيازات المغرية التي خصصت لهم على مدى عقود إبان الحكم الاستبدادي، فكلها عوامل تثير شبهات المحتجين رغم إصرار الجيش بأنه سيعمل على تسليم السلطة للمدنيين في أقرب فرصة ممكنة.
والأسبوع الماضي برزت مؤشرات تنافر بين المتظاهرين والجنود، بعد شهر عسل وجيز استمر لعدة أيام أعقبت إجبار حسني مبارك على التنحي والخروج من القصر الرئاسي، ففي احتفال النصر كسر قادة الثورة المحرمات بانتقاد علني للعسكر.
وقال محمد فؤاد جادالله، بروفيسور القانون الدولي وسط هتافات حشود مدوية راهنت بحياتها بالاعتصام لعدة أسابيع في ميدان التحرير: ""الثورة لم تنته بعد، ونحن لا نريد تولي الجيش زمام الأمور."
ودعا جادالله لإقالة الحكومة التي عينها مبارك مباشرة وإلغاء قانون طوارئ تتيح بنوده الاعتقالات التعسفية، وهما مطلبان تدور شكوك بشأن تحقيقهما في ظل تولي الفريق محمد حسين طنطاوي، 76 عاماً - القائد المحافظ للمجلس العسكري الأعلى الذي يدير شؤون البلاد حالياً - زمام الأمور.
صحيفة "غلوب أند ميل"
نقلت صحيفة غلوب اند ميل الكندية أن قيمة ممتلكات أسرة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في كندا تتراوح بين 10 و20 مليون دولار.
وكانت الحكومة التونسية طلبت قبل ثلاثة أسابيع من الحكومة الكندية تجميد الأصول المنقولة وغير المنقولة التي يملكها أقرباء بن علي، كما طالبت بتسليمها رجل الأعمال التونسي الثري بلحسن طرابلسي شقيق زوجة بن علي الذي كان وصل إلى مونتريال في العشرين من كانون الثاني/ يناير.
واصطدمت مساعي تجميد أصول بن علي هناك بعائق قانوني، فالحكومة تقول إنها لن تتحرك حتى تتلقى المزيد من الأدلة من تونس، فيما الأخيرة تركن على مساعدة كندا في جمع معلومات حول هذا الشأن.