أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN) -- توعد معارضون للزعيم الليبي، معمر القذافي، بالنزول إلى الشوارع مجدداً، الأحد، مؤكدين استمرار التظاهرات القائمة منذ الأسبوع الماضي، رغم الحملة العنيفة التي تشنها قوات الأمن الحكومي لقمع الاحتجاجات التي تهدد النظام الحاكم منذ أربعة عقود.
وفي المقابل، اعربت الحكومة البريطانية عن قلقها البالغ إزاء العنف غير المقبول ضد المتظاهرين في كل من ليبيا والبحرين، في وقت دعت فيه الخارجية الأمريكية رعاياها تجنب السفر إلى ليبيا، إلا للضرورة.
فقد عبر وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، عن قلق الحكومة البالغ جراء تقارير العنف واستخدام الأسلحة الثقيلة ووحدات قناصة ضد المتظاهرين.
وأضاف: "نريد أن نوضح للحكومة الليبية بأن عدم وجود كاميرات تلفزيونية في مكان الحدث لا يعني بأن العالم غافل عما يحدث وأنه سيتجاهل الطريقة التي يُعامل بها المتظاهرين والمحتجين."
وشهدت "بنغازي"، ثاني أكبر المدن الليبية، أكثر المصادمات دموية السبت، حيث قال متظاهرون مناهضون للحكومة، إنه رغم تعرضهم لحملات عنيفة باستخدام الذخيرة والغاز المسيل للدموع طيلة أيام، فأن العديد يخططون للتظاهر الساعة الواحدة ظهر الأحد.
وقال أحدهم، رفض كشف هويته لأسباب أمنية: "هدفنا بسيط.. نريد رحيل القذافي نريد الحرية.. نريد الديمقراطية."
وأشار إلى تنامي المد المناهض للحكومة في "بنغازي" بنسبة 20 في المائة منذ بدء الاحتجاجات الثلاثاء.
وقال متظاهر آخر في مدينة "مصراته"، وتبعد حوالي 250 كيلومترا إلى الشرق من العاصمة طرابلس، إن ما يقرب من 1300 قضوا الليل في الشوارع يحرقون صور الزعيم الليبي ويدعون لرحيله.
ويذكر أنه لم يتسن لـCNN التأكد بصورة مستقلة عن مصداقية المعلومات الواردة من ليبيا بشأن الاضطرابات المتصاعدة هناك، كونها أكثر دول المنطقة عزلة، ونستقيها عبر عدد كبير من شهود العيان عبر الهاتف، علماً أن الحكومة الليبية لم تستجب للطلبات المتكررة من الشبكة للدخول إلى هذا البلد، كما تقوم بفرض رقابة مشددة على الاتصالات.
وتعزو السلطات أعمال التخريب والحرق التي تتعرض لها بعض مدن البلاد، إلى عناصر شبكة أجنبية مدربة لضرب استقرار ليبيا، تم اعتقال بعض عناصرها، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية، "أوج".
ولأول مرة منذ تفجر الاحتجاجات الشعبية في ليبيا الأسبوع الماضي، أشارت "أوج"، السبت، إلى تلك الاضطرابات، كما بدأ التلفزيون الرسمي بث تقارير تضمنت اتهام "شبكة أجنبية" بالوقوف وراء تلك المواجهات، بعدما ظلت تتناقل تقارير عن مسيرات تأييد للزعيم الليبي، طوال الأيام الماضية. (المزيد)
وكانت منظمة "هيومان رايتس الحقوقية" قد قدرت في تقرير، السبت، حصيلة قتلى اضطرابات ليبيا عند 84 قتيل منذ الثلاثاء الماضي، مشيرة إلى أن الحصيلة الحقيقية مازالت قيد المجهول، وهي أرقام لا يمكن لشبكة CNN التأكد منها بشكل منفصل.
وإلى ذلك، ادعى العقيد محمد مجبري، الذي ساعد في قيادة القوات العسكرية الليبية في بنغازي قبيل قراره بالانشقاق والانضمام إلى المعارضة مطلع هذا الأسبوع، أن القوات الحكومة، وبمساعدة "مرتزقة" من دول أفريقية، "تسببوا في مجزرة."
وأضاف قائلاً: "لقد حان وقت الحرية".. القذافي ليس ببشر، لا يمكن لليبي أن يفعل ذلك بشعبه، إنه ديكتاتور"، على حد زعمه.
وقال عدة شهود عيان لـCNN إن سيارات مسلحين اخترقت حشود المتظاهرين وأطلقت النار عليهم بصورة عشوائية.
وبدوره، قال مصدر ليبي في المنفي، على إطلاع بالأحداث الجارية في بلده، بأن الحكومة أنزلت وحدات عسكرية لمواجهة الفصائل المعارضة للقذافي التي تسيطر على شرقي ليبيا، بمساعدة عناصر أمنية تنتمي إلى القبائل.
وأيد مزاعم مجبري قائلاً إن الحكومة أستعانت بوحدات عسكرية "من أصول أفريقية للتصدي للمتظاهرين، مضيفاً: "لا تعيقهم الروابط القبلية، وهم أفضل من يركن إليهم لقمع المعارضة."
ونظراً للأحداث الجارية هناك، دعت الخارجية الأمريكية رعاياها تجنب السفر غير الضروري إلى هناك.