سيؤول، كوريا الجنوبية (CNN) -- وسط تهديدات من الشطر الشمالي، بدأت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، الاثنين، تدريبات عسكرية مشتركة أثناء أجواء توتر تسود شبه الجزيرة الكورية منذ نوفمبر/تشرين الأول الماضي.
وهددت كوريا الشمالية بصب حمم نارية على سيؤول، عاصمة الشطر الجنوبي رداً على التدريبات العسكرية المشتركة التي تنظر إليها باعتبارها استعدادات لغزوها والإطاحة بالزعيم كيم يونغ إيل.
وقال الجيش الكوري الشمالي، الأحد، إنه" سيرد بأقصى ما يملك من قوى لوضع حد للإمبريالية العسكرية الأمريكية واحتلالها لكوريا الجنوبية" مضيفاً أن "سيؤول ستغرق في بحر من اللهب."
وتوترت العلاقات بين الكوريتين إثر قصف مدفعي كوري شمالي على جزيرة تابعة للجانب الجنوبي في نوفمبر/تشرين الأول وإغراق الأولى لبارجة ومقتل 46 بحارا كوريا جنوبياً في مارس/آذار.
ومن جانبها، تتمسك الولايات المتحدة بأن المناورات ذات طبيعة دفاعية لتدريب قوات كوريا الجنوبية للرد على أي استفزاز من جانب الشطر الشيوعي.
ويشارك في المناورتين العسكريتين: "العزيمة الأساسية" و"فرخ النسر" أكثر من 12 ألف جندي أمريكي إلى جانب 200 ألف جندي كوري جنوبي.
وأشارت تقارير إلى أن حاملة طائرات أمريكية تشارك في التدريبات العسكرية، إلا أن أيا من الجانبين لم يؤكدها.
واستبعد مسؤول عسكري أمريكي لـCNN أن تشمل التدريبات العسكرية جزر المواجهة الخمسة في البحر الأصفر القريبة من كوريا الشمالية.
وتأتي التدريبات المشتركة بعد ثلاثة أسابيع من فشل مباحثات عسكرية تمهيدية بين الشطرين في مطلع فبراير/شباط الجاري.
ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية الرسمية أن الجانبين أخفقا في الاتفاق على أجندة وبنود رئيسة أخرى لمحادثات رفيعة المستوى قد تساعد في تخفيف حدة التوتر القائم بين البلدين.
وسعت كوريا الجنوبية، خلال المباحثات، لتضمين أجندة تقديم الشطر الشمالي اعتذاراً عن "استفزازاته العسكرية" التي أدت إلى مقتل حوالي 50 كوريا جنوبيا، وفق ما أورد المصدر.
وكان الوضع بين الكوريتين قد تدهور بشكل كبير في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعدما قامت المدفعية الكورية الشمالية بقصف جزيرة يونبيونغ التابعة لسيؤول ما أدى لمقتل جنديين في البحرية واثنين من المدنيين، في أول هجوم مسلح مباشر على ارض كورية جنوبية بعد انتهاء الحرب الكورية.
وردت واشنطن بتنفيذ مناورات عسكرية ضخمة مع كوريا الجنوبية، الأمر الذي أثار حفيظة بيونغ يانغ.
وتعهدت حكومة سيؤول بالرد على أي هجوم تشنه جارتها الشمالية على غرار الهجوم المدفعي الذي وقعه على جزيرة يونبيونغ بنفس الأسلوب الذي اعتمدته الولايات المتحدة للرد على هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 "عبر تحويل الحدث إلى فرصة لوضع إستراتيجية أمنية ذاتية وتقوية الدفاع."
وبدورها، هددت كوريا الشمالية بشن حرب نووية ضد جارتها الجنوبية التي تنتشر فيها قوات أمريكية، على خلفية مناورات عسكرية مشتركة قامت بها سيؤول وواشنطن، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويذكر أن الحرب بين الكوريتين التي اندلعت في 25 يونيو/حزيران 1950 وانتهت في 27 يوليو/تموز عام 1953، بعد التوصل لهدنة، ويوجد اتفاق سلام بين الشطرين، الجنوبي والشمالي، ما يعني أنهما في حالة حرب حتى اللحظة.