طهران، إيران (CNN) -- تضاربت الأنباء حتى ساعة متأخرة من ليل الاثنين حول مصير الزعيمين الإصلاحيين الإيرانيين، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، إذ أشارت مواقع للمعارضة أن السلطات قامت باعتقالهما واقتيادهما إلى أحد سجون طهران، في حين نقلت وكالة أنباء شبه رسمية معلومات تنفي ذلك.
وأورد موقع "كلمة" المعارضة، نقلاً عمن وصفها بـ"مصادر موثوقة" قولها إن موسوي وكروبي وزوجتيهما باتوا في قبضة عناصر الأمن الذين اقتادوهم إلى سجن "حشمتية."
غير أن وكالة أنباء فارس شبه الرسمية نقلت عن مصدر قضائي لم تكشف اسمه قوله إن الزعيمين الإصلاحيين "في منزلهما ولم يتعرضا للاعتقال،" وأضاف المصدر أن القيود الوحيدة التي فرضت عليهما هي "منعهما من لقاء عناصر مشبوهة" على حد تعبيره.
كما تحدث مصدر إيراني آخر إلى CNN، فقال إن الأنباء عن سجن كروبي وموسوي "غير صحيحة،" في حين قال شاهد عيان، إن العديد من سكان الشارع الذي يقيم فيه باشروا بالتكبير داخل منازلهم، وهو إجراء كانت المعارضة قد دعت إليه منذ أزمة الانتخابات التي منحت الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، ولاية جديدة عام 2009.
وتشير تقارير إلى أن المعارضة الإيرانية كانت قد دعت إلى مظاهرة في شوارع البلاد الثلاثاء.
وكانت طهران قد شهدت الجمعة مسيرة حاشدة ضمت الآلاف من مؤيدي الرئيس محمود أحمدي نجاد، للتنديد بدور من أسموهم "قادة الفتنة وزمرة المنافقين"، في إشارة إلى قادة المعارضة، الذين طالبوا أيضاً بإعدامهم.
وهتف المتظاهرون الذين احتشدوا في ميدان "الثور" بوسط طهران، بشعارات مناهضة لقادة المعارضة، منها "الموت لكروبي"، و"الموت لموسوي."
كما أظهرت مشاهد بثها التلفزيون الرسمي المتظاهرين يهتفون "الموت لأمريكا"، فيما رفع آخرون صورة للشاب صانع جاله، البالغ من العمر 26 عاماً، والذي لقي مصرعه خلال أعمال الشغب التي شهدتها العاصمة الإيرانية في 14 فبراير/ شباط الجاري.
وكان عدد من النواب في البرلمان الإيراني قد طالبوا في وقت سابق بتوقيع عقوبة الإعدام على زعيمي المعارضة، بتهمة التحريض على الاضطرابات.
وكان كل من موسوي وكروبي قد ترشح للانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2009، وأعقبتها احتجاجات حاشدة هزت إيران، وقتل وجرح فيها العشرات.
وشارك آلاف الإيرانيين الأربعاء في تشييع الطالب صانع جاله، الذي لقي حتفه أثناء مسيرات احتجاجية الاثنين الماضي، وحملت السلطات الإيرانية مسؤولية مقتله إلى جماعة "مجاهدي خلق" المعارضة.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية أن مراسم الجنازة بدأت من أمام جامعة الفنون بطهران، وكان عدد المشاركين في التشييع محدوداً غير أنه بدأ يتزايد مع انضمام الأفراد إلى الموكب، حتى بات يغطي عدداً من الشوارع الكبيرة في العاصمة.