نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، اليوم إن إطار العمل في الاستجابة الدولية للطوارئ والتعامل مع حوادث المحطات النووية بحاجة إلى مراجعة وإعادة تقييم على ضوء الأزمة الراهنة في اليابان، وإن كان قد أعرب عن ثقته في إمكانية التغلب على الأزمة الناجمة عن تضرر مفاعلات جراء زلزال مدمر وموجات تسونامي.
وقال أمانو خلال اجتماع لمجلس أمناء الوكالة في فيينا الاثنين، "إن الطاقة النووية تبقى خيارا هاما وحيويا للعديد من الدول كمصدر مستقر ونظيف للطاقة"، مشيرا إلى أن الوضع في محطة فوكوشيما: "ما زال خطيرا على الرغم من رؤية بعض التطورات الإيجابية."
وقال أمانو الذي عاد لتوه من زيارة خاطفة إلى اليابان، إن إطار عمل الاستجابة للطوارئ الحالي قد صمم بعد كارثة تشرنوبل عام 1986 في الاتحاد السوفيتي آنذاك، وهي أكبر كارثة نووية في التاريخ وقبل ما يعرف حاليا بثورة المعلومات الحالية.
وقال المدير العام "إن إطار العمل يعكس واقع الثمانينات وليس القرن الحادي والعشرين"، واضعا سرعة وحجم المعلومات من بين أهم التغيرات من ذلك الوقت.
وأضاف أمانو: "مسؤولية الوكالة هي تقديم معلومات موثوقة في أسرع فرصة ممكنة، إلا أن عمل هذا بموجب الترتيبات الحالية يأخذ وقتا أطول وفي نطاق محدود"، مشيرا إلى أن بعض الدول تراجع حاليا ترتيباتها الأمنية على ضوء ما حدث في فوكوشيما، مؤكدا ضرورة مراجعة دور الوكالة في السلامة الأمنية.
وبالتحول إلى آخر التطورات في فوكوشيما، أشار أمانو إلى المعدلات العالية للتلوث بالقرب من المحطة وقلق ملايين الناس في اليابان والدول المجاورة من الأخطار المحتملة على الصحة والبيئة ومخاطر تلوث المواد الغذائية، وفقاً لما نقله عنه موقع الأمم المتحدة.
وقال "إن المنظمة تعمل كل ما بوسعها لتوفير معلومات دقيقة ومبنية على الحقائق، وأثق بأن الحكومة اليابانية ستتعامل مع كل المخاوف بصورة مناسبة".
وأضاف "ولا يساورني شك في إمكانية التغلب على هذه الأزمة، إن الطبيعة يمكن أن تكون قاسية ولكن البشر يمتلكون قدرات ومرونة عالية كما أكد على ذلك المتضررون من كارثة الزلزال والتسونامي حتى الآن".
وبالنسبة لمحطة فوكوشيما نفسها، نقل مسؤولون لشبكة CNN أن أعمدة الدخان ما تزال تتصاعد من مفاعلين، رغم جهود السلطات لتبريدهما طوال الأيام الماضية، بهدف تجنب انصهار نووي كارثي.
واستأنفت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية العمل لإعادة توصيل مصدر طاقة كهربائي خارجي بمحطة فوكوشيما للطاقة النووية رقم واحد وذلك في إطار مساعيها الرامية لإعادة تشغيل وظائف التبريد في المحطة.
وطلبت الحكومة اليابانية من أربع محافظات هي فوكوشيما وإيباراكي وتوتشيغي وغونما وقف شحن غذائية منها السبانخ وأنواع من الخضراوات لأنها يمكن أن تحتوي على كميات زائدة من الإشعاعات. كما طلبت الحكومة من محافظة فوكوشيما إصدار تعليمات لمزارعي الألبان في المحافظة بعدم شحن الحليب في الوقت الراهن.
وقال وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني يوكيئو إيدانو في مؤتمر صحفي إن الناس لن يعانوا من أي مخاطر صحية فورية إلا إذا واصلوا استهلاك المواد الغذائية التي تخضع لقيود لفترة طويلة.
وعلى صعيد الخسائر البشرية، قالت الشرطة اليابانية إن أكثر من واحد وعشرين ألف شخص قد قتلوا أو فقدوا في أعقاب الزلزال المدمر وموجات التسونامي التي تبعته في شمال شرقي اليابان.
وقد تم التعرف على حوالي أربعة آلاف جثة من بين الوفيات التي تم التأكد منها وبلغ عددها 8504 جثث، بينما جرى الإبلاغ عن فقدان 12654 شخصا.