واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال مصدر عسكري لـCNN، السبت، إن تحقيقات الناتو حول قتل طيار أفغاني ثمانية جنود أمريكيين، بالإضافة إلى متعاقد أمني، الأربعاء، تنصب في الوقت الراهن على كيفية تمكن شخص واحد من القضاء على الثمانية، ومعظمهم من الضباط، رغم كونهم كانوا مسلحين ساعة الهجوم.
وكانت الروايات قد تعددت حول حادث فتح الطيار الأفغاني، أحمد غول، النار، وقتل الثمانية بالإضافة إلى متعاقد أمني، يحمل الجنسية الأمريكية كذلك داخل المنطقة العسكرية في مطار كابول الدولي.
وذكر مصدر من "قوات المساعدة الأمنية الدولية" - إيساف - التابعة للناتو للشبكة أن الطيار أصيب بجروح بليغة أثناء الهجوم وتمكن من مغادرة مسرح الجريمة وعثر على جثته في مكان آخر، إلا أنه لم يتضح إذا ما توفي متأثراً بجراحه أو أقدم على الانتحار.
وأكدت "إيساف" في وقت سابق بأن الهجوم عمل فردي، ولم تشر نتائج التحقيق المبدئية حتى اللحظة عن رابط بين الطيار وحركة طالبان التي سارعت إلى تبني العملية فور وقوعها وتأكيد مقتل تسعة جنود أجانب قبيل إعلان الناتو بذلك.
ويحمل أربعة من الضباط القتلى رتبة رائد وخامس برتبة عقيد بالإضافة إلى اثنين برتبة نقيب وجندي، كما أن المتعاقد القتيل عميد متقاعد.
وقال الناتو في بيانه: "في هذه المرحلة من التحقيق يبدو أن المسلح تصرف بمفرده لم يكتشف رابط بينه وطالبان، بيد أن التحقيقات مازالت جارية، ولم نستبعد هذا الاحتمال تماماً."
وتفاوتت المعلومات حول الطيار الأفغاني إذ قال شقيقه إنه مريض نفسياً، لينفي بذلك وجود دوافع سياسية خلف تصرفه، بينما قال أحد معارفه أنه كان رجلاً متديناً.
وقال محمد حسين صاحبي، وهو شقيق أحمد غول: "ليس لشقيقي أي علاقة بحركة طالبان.. أنا أنفي ذلك بشكل قاطع.. لقد كان أحمد مصاباً بأمراض نفسية ناتجة عن تعرضه لعدة حوادث تحطم طائرات في العقد الثامن من القرن الماضي."
أما جون أحمد، الذي كان في موقع الحادث، فقد قال لـCNN إنه نجا بعدما قفز من الطابق الثاني عندما كان الطيار الأفغاني يطلق النار على كل من في الغرفة، وأضاف واصفاً أحمد غول: "كان رجلاً متديناً للغاية.. لكنني لست متأكداً مما قيل عن معاناته أمراضاً نفسية."
من جانب آخر، قالت مصدر عسكري أمريكي لـCNN إن الهجوم جرى داخل قاعة اجتماعات في مقر قيادة القوات الجوية الأفغانية، وقد كانت حماية القاعة من مهمة الجيش الأفغاني، الأمر الذي دفع حلف شمال الأطلسي لفتح تحقيق في هذه الوقائع.
في حين قدمت حركة طالبان رواية ثالثة مختلفة كلياً، إذ ذكرت أن أحد عناصرها، ويدعى "عزيز الله" نفذ عملية انتحارية ضد وحدة عسكرية أفغانية، "ونجح في قتل العديد من الجنود الأفغان والدوليين،" وقدرت الحركة حصيلة العملية بـ15 قتيلاً.
وسبق وأن تبنت الحركة المتشددة مسؤولية عدد من الهجمات التي أوقعت قتلى بين صفوف الجيش الأفغاني والتحالف، ولم يتسن لـCNN التأكد بصورة منفصلة منها.