واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- رفضت الولايات المتحدة تأكيد مقتل إلياس كشميري، "العقل العسكري" لتنظيم القاعدة، في تصريح يتعارض مع ما أدلي به رئيس الوزراء الباكستاني، رضا يوسف جيلاني، بأن واشنطن أكدت مصرع القيادي البارز الذي أعلنت مصادر متشددة، الأسبوع الماضي، مقتله بغارة أمريكية داخل مناطق القبائل الباكستانية.
وصرح الناطق باسم البنتاغون، مارك تونر، أثناء الموجز الصحفي اليومي بالوزارة: "ما من تأكيد... ليس لدي أي تأكيد في هذا الخصوص."
ورد تونر على سؤال حول ما إذا كان يقصد بأن واشنطن لا يمكنها إثبات تقرير مقتله أو أنه ليس لديه تعقيب، قائلاً: "كلاهما.. ليس لدي تعقيب، وما من وسيلة لتأكيد مقتله."
وكان التنظيم الذي يتزعمه كشميري "حركة الجهاد الإسلامي"، قد أعلنت الأسبوع الماضي مقتله، مع مجموعة من مساعديه بقصف صاروخي الجمعة، في تصريح أعقب كشف مصادر استخباراتية مسؤولة مقتل ثمانية من المسلحين في هجوم مشتبه لطائرة أمريكية بدون طيار، في منطقة الحدود القبلية المتاخمة لأفغانستان.
ويخالف تصريح تونر ما أدلى به رئيس الحكومة الباكستاني خلال مؤتمر صحفي، الاثنين، قال فيه إن الولايات المتحدة أكدت مقتل إلياس كشميري، الجمعة، دون الإشارة إلى تفاصيل.
وكانت مصادر التنظيمات المتشددة قد أعلنت مقتل القيادي الملقب بـ"العقل العسكري" لتنظيم القاعدة ليل الجمعة، في غارة نفذتها طائرة من دون طيار في باكستان، ما يجعله أكبر قيادي في التنظيم يسقط بعد مقتل زعيم القاعدة ومؤسسها، أسامة بن لادن، بعملية أمريكية قرب إسلام أباد مطلع مايو/ أيار الماضي.
وقال أبوحنظلة كشر، الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي المرتبطة بالقاعدة، والتي كان كشميري يتزعمها، إن الأخير قتل "مع عدد من مساعديه في الغارة، التي وقعت قبل منتصف الليل."
ويعتبر إلياس كشميري أحد أقدم المنخرطين في ما يعرف بـ"حركات الجهاد" في المنطقة، وترى بعض أجهزة المخابرات الدولية أنه أحد أخطر المطلوبين حول العالم.
وقاد كشميري في السابق مجموعة تحمل اسم "الكتيبة 313" في حركة الجهاد الإسلامي، وهي مسؤولة عن بناء العلاقات الوثيقة مع القاعدة، كما ارتبط بصلات مع الأمريكي ديفيد هادلي، الذي يعتقد أنه قام بتنفيذ عمليات استطلاع مهدت لهجوم مومباي في الهند بنوفمبر/ تشرين الثاني 2008.
وقد سبق لهادلي أن أقر بأنه قابل كشميري لمرتين عام 2009، وذلك في مقره بمناطق خاضعة لسيطرة القبائل الباكستانية.
وفي شبابه، قاتل كشميري الجيش الهندي ضمن المجموعات المسلحة التي كانت تنشط في الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من كشمير، وفي وقت لاحق شارك في القتال ضد القوات السوفيتية بأفغانستان.
ويعتقد أن كشميري أوقف في الهند لفترة، ومن ثم فر من سجنه وانضم إلى وحدة من القوات الباكستانية الخاصة، وبعد ذلك توترت علاقته مع إسلام أباد فانتقل إلى مناطق وزيرستان القبلية.
واعتقلته باكستان عام 2003 بتهمة الضلوع في مخطط لاغتيال الرئيس السابق برويز مشرف، ولكنها أفرجت عنه في وقت لاحق لأسباب غير معروفة.