كراتشي، باكستان (CNN) -- لطالما تميزت كراتشي الباكستانية ببهجة ألوانها وضوضائها وفوضويتها، غير أنه زواياها البعيدة قد تخفي أسرارا بشعة، وفقا لما تؤكد إحدى الجمعيات الخيرية.
فبحسب ناشطين، فإن تجمعات النفايات والمكبات، تشهد قتل مواليد إناثا ورميهن وسط النفايات.
يقول أنور كاظمي، مدير مؤسسة إيدي الخيرية: "بعض الأحيان يقومون بشنقهن وأحيانا أخرى يقتلوهن بالسكين، كما أن هناك من يقوم بحرقهن وهن أحياء."
ومؤسسة إيدي الخيرية هي الأكبر في باكستان، وفي مركز الاتصالات التابع لها يتلقى الموظفون تقارير عن أكثر من 1200 طفل قتلوا في باكستان خلال العام الماضي.
والعديد من هؤلاء المواليد هم أطفال غير شرعيين ولدوا في مجتمع يحرم العلاقات خارج إطار الزواج، وتسعة من بين كل عشرة أطفال هم من الإناث، فتربية الإناث تكلف الكثير خصوصا وأنهن ممنوعات من العمل.
يقول كاظمي: "لم ترتكب هؤلاء الفتيات أي جرم، فلماذا يقتلون أنفسا بريئة؟"
ويلقي الناشطون الباكستانيون اللوم في ذلك على الفقر المنتشر في البلاد إضافة إلى عجز الحكومة عن نشر العلم وفرص العمل بين أوساط الشباب، إذ يقول كاظمي: "الحل هو في رفع مستوى التعليم وحل مشكلة الفقر."
من جهتها، تؤكد الحكومة بذلها جهودا حثيثة لتحسين التعليم، غير أن هناك نحو 55 مليون باكستاني يعانون الأمية، كما أن الحكومة تعاني من الديون التي تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، لذا فجرائم القتل هذه لا تحظى بالاهتمام كما ينبغي.
وحتى تتحسن الأمور، تؤكد مؤسسة إيدي مواصلة جهودها لوقف مثل هذه السلوكات، فالمؤسسة التي وفرت مكانا لمن يريد التخلص من طفله الوليد، تسعى لإيجاد بيوت دافئة لمثل هؤلاء الأطفال، إذ يقول كاظمي: "هذا من أجل زيادة الوعي .. ودعوة بعدم قتل الأطفال الأبرياء."