إسلام أباد، باكستان (CNN) -- نفى الرئيس الباكستاني السابق، برويز مشرف، أن يكون قد علم بوجود الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في بلاده، كما شكك بإمكانية وجود تواطؤ بين الحكومة في إسلام أباد وبين القيادي المتشدد قبل مقتله، بما سمح له بالتواجد لسنوات سراً في مسكن قرب العاصمة الباكستانية.
وقال مشرف، في كلمة ألقاها بمركز "وودرو ويلسون" للعلاقات الدولية في واشنطن الخميس، إنه من الواجب على الولايات المتحدة وباكستان التوقف عن تبادل الاتهامات والتصرف "بعجرفة"، مضيفاً أنه "يصعب عليه" أن يرى التراجع الحاصل في العلاقات بين البلدين.
ونفى مشرف أن يكون قد علم خلال فترة حكمه لباكستان أو في السنوات التي تلت ذلك بوجود بن لادن في بلاده قائلاً: "سواء أصدقتموني أم لا، فأنا أقول بثقة إنني لم أعرف."
ورجح مشرف بأن عدم اكتشاف مخبأ بن لادن طوال تلك السنوات كان بسبب "الإهمال" من الجانب الباكستاني، مضيفاً: "أعتقد أنه سيكون من حق الولايات المتحدة والأمم المتحدة الوقوف ضد باكستان، إذا ثبت في نهاية المطاف وجود تواطؤ."
وتعهد مشرف، الذي يعيش خارج بلاده منذ فترة، بالعودة إلى باكستان في مارس/ آذار القادم، وذلك تحضيراً لعودة سياسية يخطط لها بحلول موعد الانتخابات المقبلة عام 2013، التي توقع أن تكون "أم المعارك."
وكان التوتر بين باكستان والولايات المتحدة قد بلغ أشده بعد مقتل بن لادن، في الثاني من مايو/ أيار الماضي، بعد تبادل الاتهامات حول القضية، وقامت واشنطن مؤخراً بتعليق المساعدات العسكرية المقررة لباكستان بقيمة 800 مليون دولار.
وتسببت عملية قتل زعيم القاعدة على يد فريق من القوات الخاصة الأمريكية بالكثير من ردود الفعل، بعدما انتقدت الولايات المتحدة وجود بن لادن في باكستان، بينما كثر في إسلام أباد الحديث عن انتهاك للسيادة اقترفته الولايات المتحدة، وطلبت باكستان من القوات الأمريكية والبريطانية بعد ذلك سحب وحدات كانت تعمل في مختلف القطاعات على أراضيها.
وقبل أيام، اتهم رئيس الأركان الأمريكي، مايكل مولان، أجهزة الأمن الباكستانية بأنها "وافقت" على تصفية الصحفي سيد سليم شهرزاد، الذي كتب مقالات حول علاقات بين تنظيم القاعدة والجيش الباكستاني، الأمر الذي ردت عليه إسلام أباد بالقول إن تصريحات المسؤول العسكري الأمريكي "غير مسؤولة."
وتقدم الولايات المتحدة مساعدات سنوية بأكثر من ملياري دولار لباكستان، تشكل المساهمات العسكرية أكثر من ثلثها.