لندن، إنجلترا (CNN) -- أكد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في ثاني كلمة له خلال أقل من أربعة وعشرين ساعة، الأربعاء، أن قوات الأمن تمتلك الوسائل للتصدي لموجة العنف التي بريطانيا.
وشدد كاميرون، مجدداً في كلمة عقب اجتماع عقده مع لجنة "كوبرا" للطوارئ، بأن حكومته ستبذل قصارى جهدها لإعادة الأمن والنظام إلى شوارع بريطانيا، إثر موجة عنف وشغب قد تمثل أخطر أزمة تواجهها حكومته.
رغم الهدوء الحذر الذي ساد لندن، بعد أربعة أيام من الفوضى وأعمال الشغب، امتدت إلى ضواحي العاصمة ومناطق أخرى، استدعت نشر 16 ألف رجل شرطة، وخسائر قدرت بعشرات الملايين من الجنيهات، تواصل العنف في بعض المدن البريطانية، ليل الثلاثاء.
وأعلنت الشرطة في بيان، الأربعاء، اعتقال 768 شخصاً في لندن، وتوجيه الاتهام إلى 167 منهم على خلفية العنف "الأرعن"، كما أسمته، الذي تفجر في منطقة "توتنام" شمالي لندن احتجاجا على مقتل شخص برصاص الشرطة، وسرعان ما انتشر كـ"محاكاة" لمناطق أخرى.
وأشارت تقارير إلى أعمال في مناطق "ولفرهامتون" و"ويست برومويش"، على بعد 100 ميل شمال لندن، وفي مدينة مانشستر، شمال غربي بريطانيا.
وأشارت الناطقة باسم الشرطة في "ويست ميدلانز"، سارة أستبوري، إلى اعتقال 80 وتوجيه الاتهام إلى 19، فيما اعتقل 30 آخرون في مدينة "نوتينغامشاير"، وهي المنطقة التي تلقت فيها السلطات الأمنية ما يزيد على ألف بلاغ حول حوادث.
ووصف عمدة لندن، بوريس جونسون ، الذي قطع عطلته الصيفية وعادة لمتابعة الأحداث، الوضع بأنه "مروع."
وقالت شرطة متروبوليتان، في بيان، الثلاثاء، إن 111 من عناصرها أصيبوا أثناء أحداث الشغب التي تواصلت لأربع ليال، مشيرة إلى أن جراح بعضهم خطيرة.
وأنحى المسؤولون البريطانيون باللائمة في أحداث الفوضى على عصابات إجرامية، وأظهرت مقاطع فيديو، من مناطق العنف، مجموعة من الشباب الملثمين، وهم يقذفون عناصر الشرطة بالزجاجات الفارغة وقنابل المولوتوف وإضرام النار في المركبات والممتلكات العامة والخاصة.
وكان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، قد أكد، الثلاثاء، أن حكومته ستتعامل بحزم مع أحداث العنف.
ولوح كاميرون، في كلمة ألقاها بعد اجتماع طارئ لحكومته لمناقشة الأزمة، محذرا المشاركين في أعمال الفوضى قائلاً: "إذا كنت راشداً بما يكفي لارتكاب مثل هذه الجرائم، فأنت بالغ بما يكفي لمواجهة العقوبات."
وشدد بأن حكومته ستبذل قصارى جهدها لإعادة الهدوء إلى شوارع لندن، مشيراً إلى أنه سيتم نشر 16 ألف رجل شرطة في الشوارع، التي يتصدى فيها 6 آلاف من قوات مكافحة الشغب لأعمال الفوضى المندلعة منذ أربعة أيام، كما سيتم استدعاء المزيد من مناطق أخرى بالبلاد، وإلغاء كافة العطل.
وأعلن أنه سيدعو البرلمان لقطع عطلته الصيفية وعقد جلسة الخميس لمناقشة أعمال الشغب التي تشهدها العاصمة وبعض المدن الأخرى.
وجاءت كلمة رئيس الوزراء البريطاني، الذي عاد ليترأس الاجتماع الطارئ بعد قطع إجازته في إيطاليا، مع توسع رقعة العنف بضواحي العاصمة البريطانية، لندن، وامتدادها إلى مدن "ليفربول" و"بيرمنغهام"، "وبريستول" حيث قامت حشود من الشباب بأعمال شغب ونهب، في أسوأ اضطرابات تشهدها بريطانيا مؤخراً.
وكانت الاحتجاجات قد بدأت بصورة سلمية، ليل السبت، بتجمع نحو 30 من أصدقاء وأقارب مارك دوغان، الذي قتل برصاص الشرطة ، أمام مركز أمني في "توتنام" احتجاجاً على مقتله، الخميس.
وتشير التقارير إلى أن دوغان قتل برصاص الشرطة أثناء توقيف سيارة أجرة كانت على متنها، فيما قالت أخرى إنه قتل بطلق في الرأس بعد توقيفه، وهو ما نفته "المفوضية المستقلة للتحقيق في الشكاوي ضد الشرطة" قائلة: "التكهنات بأن دوغان "اغتيل" بطريقة الإعدام وبإطلاق عدد من الرصاصات على رأسه كذبة مطلقة."