لندن، بريطانيا (CNN)-- عاشت العاصمة البريطانية لندن أول ليلة هادئة لها منذ أربعة أيام، بعد أعمال شغب واسعة النطاق، واستمر الهدوء حتى صباح الخميس، مع انتشار مكثف لعناصر الشرطة وأجهزة الأمن في الشوارع، في حين استغل الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، الفرصة لدعوة مجلس الأمن إلى النظر في الأحداث.
ولوحظ خلال الليل انتشار أكثر من 16 ألف رجل أمن في المناطق المضطربة، ما ساعد على ضمان الهدوء الكامل فيها، في حين فضل بعض السكان تشكيل ما يشبه اللجان الشعبية لحماية المرافق الأساسية وبعض الأماكن الدينية.
غير أن الشرطة دعت السكان إلى تجنب السعي للاشتباك مع مثيري الشغب أو محاولة التصدي لهم، بدعوى أن ذلك يفاقم الوضع الأمني ويمنعها من التركيز على توقيف اللصوص.
وقدر محللون في مركز أبحاث مبيعات التجزئة أن خسائر المحال التجارية خلال ليالي العنف الماضية بلغت أكثر من 228 مليون دولار، وذلك بسبب الدمار وعمليات النهب، مشيرين إلى أن حصيلة الخسائر قد تصل إلى 840 مليون دولار في حال تأثر قطاع السياحية خلال الأشهر المقبلة.
من جانبها، قالت الشرطة في لندن إنه بحلول صباح الخميس كان عدد الموقوفين على خلفية التورط بأحداث الشغب قد ارتفع إلى 888 شخصاً، وجرى توجيه تهم مختلفة إلى 371 منهم، بينما أوقفت الشرطة في منطقة "وست ميدلاند" 1333 شخصاً.
وفي إيران، التي غالباً ما تتعرض لانتقادات غربية بسبب ملفات حقوق الإنسان لديها، سعى الرئيس محمود أحمد نجاد إلى الغمز من قناة الوضع في بريطانيا، فاعتبر أن "الممارسات الوحشية للشرطة البريطانية مع المواطنين غير مقبولة مطلقا، مطالبا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالبت في الاضطرابات الأخيرة في بريطانيا."
وأشار نجاد، وفقاً لوكالة مهر شبه الرسمية، إلى اتساع الفوارق الطبقية في العالم مضيفا: "القسم الأكبر من شعوب العالم تعيش تحت خط الفقر المطلق وعلى أعتاب الموت، ولاشك فإنها هذه هي حصيلة الإدارة التي تحكم العالم خلال القرون الثلاثة الأخيرة، حيث أن جميع الشعوب هي ضحية الرأسماليين."
وكانت حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي، التي تتعرض بدورها لضغط عسكري من بريطانيا، قد قالت إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "فقد شرعيته ويجب أن يرحل،" في أعقاب أحداث الشغب التي شهدتها عدة مدن في بريطانيا.