اسطنبول، تركيا (CNN)-- يخيم التوتر على مدينة اسطنبول، كبرى المدن التركية، إثر اندلاع مواجهات دامية بين قوات الأمن ومئات الأكراد الخميس، أثناء محاولة قوات مكافحة الشغب تفريق مظاهرة احتجاجية دعا إليها أحد الأحزاب السياسية التي تمثل الأقلية الكردية، وسط أنباء غير مؤكدة عن سقوط ضحايا.
وقام عشرات الشبان الأكراد، كان معظمهم يغطون وجوههم، برشق أفراد الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة، فيما ردت قوات مكافحة الشغب بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، كما قامت قوات الأمن بملاحقة المحتجين الأكراد في العديد من شوارع المدينة.
وشاهد مراسل CNN سقوط أحد الضحايا نتيجة إصابته باختناق على الأرجح، بسبب سحابة الدخان الكثيف الناجمة عن إطلاق وابل من قنابل الغاز، في منطقة يوجد بها عدد من البنوك على بحر "مرمرة"، وعلى مقربة من نفس المكان لاحظ تعرض بعض المحال لعمليات تخريب نتيجة الاشتباكات.
وكان حزب "السلام والديمقراطية"، أحد أبرز الأحزاب الكردية في تركيا، قد دعا إلى تنظيم احتجاجات في مدينة اسطنبول، ومدن تركية أخرى الخميس، بمناسبة "اليوم العالمي للسلام"، ولكن جاءت تلك الاحتجاجات بعد أقل من أسبوع على حملة عسكرية للجيش التركي ضد مواقع للانفصاليين الأكراد في شمال العراق.
وتزايدت مؤخراً حدة التوتر بين الحكومة التركية وقيادات الأكراد في تركيا، بعد مقتل القيادي في حزب السلام والديمقراطية، يلدريم أيهان، خلال اشتباكات وقعت بين قوات الجيش ومسلحين أكراد على الجانب التركي من الحدود مع العراق، الأحد الماضي.
من جانب آخر، أكدت مصادر إعلامية الخميس، أن القوات التركية قامت بعملية عسكرية موسعة ضد عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني "الانفصالية" في جبال "كاتو"، التابعة لبلدة "بيت الشباب" في محافظة "شرناق" الحدودية مع شمال العراق.
وقال موقع "أخبار العالم" إن العملية العسكرية جرت بعد تلقي القوات التركية معلومات استخباراتية عن وجود "العناصر الانفصالية" في المنطقة، وجرت العملية بمشاركة طائرتين مروحيتين من طراز "كوبرا" لتقديم الدعم لعناصر القوات البرية.